البوصلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي راقي جدا


    الجزء27،26،25النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه ، النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته ،النوع الحادي والعشرون في معرفة العالي والنازل من أسانيده

    avatar
    tarek
    Admin


    المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 27/06/2010
    الموقع : ام الدنيا

    الجزء27،26،25النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه ،  النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته ،النوع الحادي والعشرون في معرفة العالي والنازل من أسانيده  Empty الجزء27،26،25النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه ، النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته ،النوع الحادي والعشرون في معرفة العالي والنازل من أسانيده

    مُساهمة  tarek الثلاثاء يوليو 13, 2010 2:39 am

    النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه

    أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به وقيل وثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة‏.‏

    أخرج أبو الشيخ عن أبي زروق قال‏:‏ الأنفال وبراءة سورة واحدة‏.‏

    وأخرج عن أبي رجاء قال‏:‏ سألت الحسن عن الأنفال وبراءة سورتان أم سورة قال‏:‏ سورتان‏.‏

    ونقل مثل قول أبي زروق عن مجاهد‏.‏

    وأخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان‏.‏

    وأخرج ابن اشتة عن ابن لهيعة قال‏:‏ يقولون إن براءة من يسئلونك وإنما لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم لأنها من يسئلونك وشبهتهم اشتباه الطرفين وعدم البسملة‏.‏

    ويرده تسمية النبي صلى الله عليه وسلم كلاً منهما‏.‏

    ونقل صاحب الإقناع أن البسملة ثابتة لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام لم ينزل فيها‏.‏

    وفي المستدرك عن ابن عباس قال‏:‏ لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف‏.‏

    وعن مالك أن أولها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها‏.‏

    وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين وفي مصحف أبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين واللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد وتركهن ابن مسعود‏.‏

    وكتب عثمان منهم فاتحة الكتاب والمعوذتين‏.‏

    وأخرج الطبراني في الدعاء من طريق ابن عباد ابن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلي الأسلمي عن ابن لهيعة عن أبي هريرة عن عبد الله بن زرير الغافقي قال‏:‏ قال لي عبد الملك بن مروان‏:‏ لقد علمت ما حملك على حب أبي تراب إلا أنك أعرابي جاف فقلت‏:‏ والله لقد جعلت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك ولقد عمني منه علي بن أبي طالب سورتين علمهما إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمهما أنت ولا أبوك‏.‏

    اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجورحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق‏.‏

    وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء بن عبيد بن عمير بن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستدعيك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجورحمتك ونخشى نقمتك إن عذابك بالكافرين ملحق‏.‏

    قال ابن جريج‏:‏ حكمة البسملة أنهما سورتان في مصحف بعض الصحابة‏.‏

    وأخرج محمد بن نصر الروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه‏.‏

    وقال ابن الضريس‏:‏ أنبأنا أحمد بن جميل المروزي عن عبد الله بن المبارك أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال‏:‏ في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

    اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفيه‏:‏ اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجورحمتك إن عذابك بالكفار ملحق‏.‏

    وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال‏:‏ أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين‏:‏ إنا نستعينك ونستغفرك‏.‏

    وأخرج البيهقي وأبوداود في المراسيل عن خالد بن أبي عمران أن جبريل نزل بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وهوفي الصلاة مع قوله ‏{ليس لك من الأمر شيء}‏‏ الآية لما قنت يدعوإلى مضر‏.‏

    تنبيه كذا نقل جماعة عن مصحف أبيّ أنه ست عشرة سورة والصواب أنه خمس عشرة فإن سورة الفيل وسورة لئيلاف قريش فيه سورة واحدة ونقل ذلك السخاوي في جمال القراء عن جعفر الصادق وأبيّ نهيك أيضاً‏.‏

    قلت‏:‏ ويرده ما أخرجه الحاكم والطبراني من حديث أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضل الله قريشاً بسبع الحديث وفيه وإن الله أنزل فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها معهم غيرهم لئيلاف قريش وفي كامل الهذلي عن بعضهم أنه قال‏:‏ الضحى وألم نشرح سورة واحدة نقله الإمام الرازي في تفسيره عن طاوس وغيره من المفسرين‏.‏

    فائدة قيل الحكمة في تسوير القرآن سوراً تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل فسورة يوسف تترجم عن قصته وسورة إبراهيم براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم إلى غير ذلك والسور سوراً طوالاً وأوساطاً وقصاراً تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيراً من الله على عباده لحفظ كتابه‏.‏

    قال الزركشي في البرهان‏:‏ فإن قلت‏:‏ فهلا كانت الكتب السالفة كذلك قلت‏:‏ لوجهين‏:‏ أحدهما‏:‏ أنها لم تكن معجزات من جهة النظم والترتيب والآخر أنها لم تيسر للحفظ لكن ذكر الزمخشري ما يخالفه فقال في الكشاف‏:‏ الفائدة في تفصيل القرآن وتقطيعه سوراً كثيرة وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنيائه مسورة وبوب المصنفون في كتبهم أبواباً موشحة الصدور بالتراجم‏.‏

    منها‏:‏ الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف كان أحسن وأفخم من أن يكون باباً واحداً‏.‏

    ومنها‏:‏ أن القارئ إذا ختم سورة أوباباً من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأبعث على التحصيل منه لواستقر على الكتاب بطوله ومثله المسافر إذا قطع ميلاً أوفرسخاً نفس ذلك منه ونشط للسير ومن ثم جزئ القرآن أجزاء وأخماساً‏.‏

    ومنها‏:‏ أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة بنفسها فيعظم عنده ما حفظه‏.‏

    ومنه حديث أنس‏:‏ كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة أفضل‏.‏

    ومنها‏:‏ أن التفصيل بسبب تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض وبذلك تتلاحظ المعاني والنظم إلى غير ذلك من الفوائد انتهى‏.‏

    وما ذكره الزمخشري من تسوير سائر الكتب هو الصحيح أوالصواب فقد أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال‏:‏ كنا نتحدث أن الزبور مائة وخمسون سورة كلها مواعظ وثناء ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود‏.‏

    وذكروا أن الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال‏.‏

    فصل في عدد الآي أفرده جماعة من القراء بالتصنيف‏.‏

    قال الجعبري‏:‏ حد الآية قرآن مركب من جمل ولوتقديراً ذومبدأ ومقطع مندرج في سورة وأصلها العلامة‏.‏

    ومنه‏:‏ إن آية ملكه لأنها علامة للفضل والصدق والجماعة لأنها جماعة كلمة‏.‏

    وقال غيره‏:‏ الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها‏.‏

    وقيل هي الواحدة من المعدودات في السور سميت به لأنها علامة على صدق من أتى بها وعلى المتحدى بها‏.‏

    وقيل لأنها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعه مما بعدها‏.‏

    قال الواحدي وبعض أصحابنا قال‏:‏ يجوز على هذا القول تسمية أقل من الآية آية لولا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن‏.‏

    وقال أبو عمروالداني‏:‏ لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله مدهاهتان وقال غيره‏:‏ بل فيه غيرها مثل والنجم والضحى والعصر وكذا فواتح السور عند من عدها‏.‏

    قال بعضهم‏:‏ الصحيح أن الآية إنما تعلم بتوقيف من الشارع كمعرفة السورة قال‏:‏ فالآية طائفة من حروف القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن وعما قبلها وما بعدها في غيرهما غير مشتمل على مثل ذلك‏.‏

    قال‏:‏ وبهذا القيد خرجت السورة‏.‏

    وقال الزمخشري‏:‏ الآيات علم توفيقي لا مجال للقياس فيه ولذلك عدوا ألم آية حيث وقعت والمص ولم يعدوا المر والر وعدوا حم آية في سورها وطه ويس لم يعدوا طس‏.‏

    قلت‏:‏ ومما يدل على أنه توفيقي ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود قال‏:‏ أقرأني سول الله صلى الله عليه وسلم سورة من الثلاثين من آل حم‏.‏

    قال‏:‏ يعني الأحقاف‏.‏

    وقال‏:‏ كانت السورة إذا كانت اكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين الحديث‏.‏

    وقال ابن العربي‏:‏ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية وصح أنه قرأ العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران قال‏:‏ وتعديد الآي من معضلات القرآن وفي آياته طويل وقصير ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه‏.‏

    وقال غيره‏:‏ سبب اختلاف السبب في عدد الآي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فغذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة‏.‏

    وقد أخرج ابن الضريس من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال‏:‏ جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفاً‏.‏

    قال الداني‏:‏ أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك فمنهم من لم يزد ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات وقيل وأربع عشرة وقيل وتسع عشرة وقيل وخمس وعشرون وقيل وست وثلاثون‏.‏

    قات‏:‏ أخرج الديلمي في مسند الفردوس من طريق الفيض بن وثيق عن فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعاً درج الجنة على قدر آي القرآن بكل آية درجة فتلك ستة آلاف آية ومائتا آية وست عشرة آية بين كل درجتين مقدار ما بين السماء والأرض‏.‏

    الفيض قال فيه‏:‏ ابن معين كذاب خبيث‏.‏

    وفي الشعب للبيهقي من حديث عائشة مرفوعاً عدد درج الجنة عدد درج القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة قال الحاكم‏:‏ إسناده صحيح لكنه شاذ‏.‏

    وأخرجه الآجري في جملة القرآن من وجه آخر عنها موقوفاً‏.‏

    قال أبو عبد الله الموصلي في شرح قصيدته ذات الرشد في العدد‏:‏ اختلف في عدد الآي أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة‏.‏

    ولأهل المدينة عددان‏:‏ عدد أول وهوعدد أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعدد آخر وهوعدد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري‏.‏

    وأما عدد أهل مكة فهومروي عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب‏.‏

    وأما عدد أهل الشام فرواه هارون بن موسى الأخفش وغيره عن عبد الله بن ذكوان وأحمد بن يزيد الحلواني وغيره عن هشام بن عمار‏.‏

    ورواه ابن ذكوان وهشام عن أيوب بن تميم الزماري عن يحيى بن الحارث الزماري قال‏:‏ هذا العدد الذي نعده عدد أهل الشام مما رواه المشيخة لنا عن الصحابة‏.‏

    ورواه عبد الله بن عامر اليحصبي لنا وغيره عن أبي الدرداء‏.‏

    وأما عدد أهل البصرة فمداره على عاصم بن العجاج الجحدري‏.‏

    وأما عدد أهل الكوفة فهوالمضاف إلى حمزة بن حبيب الزيات وأبي الحسن الكسائي وخلف بن هشام‏.‏

    قال حمزة‏:‏ أخبرنا بهذا العدد ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب‏.‏

    قال الموصلي‏:‏ ثم سور القرآن على ثلاثة أقسام‏:‏ قسم لم يختلف فيه لا في إجمالي ولا في تفصيلي وقسم اختلف فيه تفصيلاً لإجمالاً وقسم اختلف فيه إجمالاً وتفصيلاً‏.‏

    فالأول‏:‏ أربعون سورة يوسف مائة وإحدى عشرة الحجر تسع وتسعون الحجرات والتغابن ثمان عشرة ق خمس وأربعون الذاريات ستون القمر خمس وخمسون الحشر أربع وعشرون الممتحنة ثلاث عشرة الصف أربع عشرة الجمعة والمنافقون والضحى والعاديات إحدى عشرة إحدى عشرة التحريم ثنتا عشرة ن اثنتان وخمسون الإنسان إحدى وثلاثون البروج اثنتان وعشرون الغاشية ست وعشرون البلد عشرون الليل إحدى وعشرون ألم نشرح والتين وألهاكم ثمان الهمزة تسع الفيل والفلق وتبت خمس الكافرون ست الكوثر والنصر ثالث‏.‏

    والقسم الثاني‏:‏ أربع سور‏:‏ القصص‏:‏ ثمان وثمانون عد أهل الكوفة طسم والباقون بدلها أمة من الناس يسقون‏.‏

    العنكبوت‏:‏ تسع وستون عد أهل الكوفة ألم والبصرة بدلها مخلصين‏.‏

    الدين والشام وتقطعون السبيل‏.‏

    الجن ثمان وعشرون عد المكي لن يجبرني من الله أحد والباقون بدلها ولن أجد من دونه ملتحداً‏.‏

    والعصر ثلاث عد المدني الأخير وتواصلوا بالحق دون والعصر وعكس الباقون‏.‏

    والقسم الثالث سبعون‏:‏ سورة الفاتحة الجمهور سبع فعد الكوفي والمكي البسملة دون أنعمت عليهم وعكس الباقون‏.‏

    وقال الحسن‏:‏ ثمان فعدهما وبعضهم ست فلم يعدهما وآخر تسع فعدهما وإياك نعبد‏.‏

    ويقوي الأول ما أخرجه أحمد وأبوداود والترمذي وابن خزيمة والحاكم والدارقطني وغيرهم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

    {الحمد لله رب العالمين‏ الرحمن الرحيم مالك يوم الدين‏ إياك نعبد وإياك نستعين‏ إهدنا الصراط المستقيم‏ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}‏.‏

    فقطعها آية آية وعدها عد الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم وأخرج الدارقطني بسند صحيح عن عبد خير قال‏:‏ سئل عليّ عن السبع المثاني فقال‏:‏ الحمد لله رب العالمين فقيل له إنما هي ست آيات فقال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم آية‏.‏

    البقرة‏:‏ مائتان وثمانون وخمس وقيل ست وقيل سبع‏.‏

    آل عمران‏:‏ مائتان وقيل إلا آية‏.‏

    النساء‏:‏ مائة وسبعون وخمس وقيل ست وقيل سبع‏.‏

    الأعراف‏:‏ مائتان وخمس وقيل ست‏.‏

    الأنفال‏:‏ سبعون وخمس وقيل ست وقيل سبع‏.‏

    براءة‏:‏ مائة وثلاثون وقيل إلا آية‏.‏

    يونس‏:‏ مائة وعشرة وقيل إلا آية‏.‏

    هود‏:‏ مائة وإحدى وعشرون وقيل اثنتان وقيل ثلاث‏.‏

    الرعد‏:‏ أربعون وثلاث وقيل أربع وقيل سبع‏.‏

    إبراهيم‏:‏ إحدى وخمسون وقيل اثنتان وقيل أربع وقيل خمس‏.‏

    الإسراء‏:‏ مائة وعشر وقيل وإحدى عشرة‏.‏

    الكهف‏:‏ مائة وخمس وقيل وست وقيل وعشر وقيل وإحدى عشرة‏.‏

    مريم‏:‏ تسعون وتسع وقيل ثمان‏.‏

    طه‏:‏ مائة وثلاثون واثنتان وقيل أربع وقيل خمس وقيل وأربعون‏.‏

    الأنبياء‏:‏ مائة وإحدى عشرة وقيل واثنتا عشرة‏.‏

    الحج‏:‏ سبعون وأربع وقيل وخمس وقيل وست وقيل وثمان‏.‏

    قد أفلح‏:‏ مائة وثمان عشرة وقيل تسع عشرة‏.‏

    النور‏:‏ ستون واثنتان وقيل أربع‏.‏

    الشعراء‏:‏ مائتان وعشرون وست وقيل سبع‏.‏

    النمل‏:‏ تسعون واثنتان وقيل أربع وقيل خمس‏.‏

    الروم‏:‏ ستون وقيل إلا آية‏.‏

    لقمان‏:‏ ثلاثون وثلاث وقيل أربع‏.‏

    السجدة ثلاثون وقيل إلا آية‏:‏ سبا‏:‏ خمسون وأربع وقيل خمس‏.‏

    فاطر‏:‏ أربعون وست وقيل خمس‏.‏

    يس‏:‏ ثمانون وثلاث وقيل اثنتان‏.‏

    الصافات‏:‏ مائة وثمانون وآية وقيل آيتان‏.‏

    ص‏:‏ ثمانون وخمس وقيل ست وقيل ثمان‏.‏

    الزمر‏:‏ سبعون وآيتان وقيل ثلاث وقيل خمس‏.‏

    غافر‏:‏ ثمانون وآيتان وقيل أربع وقيل خمس وقيل ست‏.‏

    فصلت‏:‏ خمسون واثنتان وقيل ثلاث وقيل أربع‏.‏

    الشورى‏:‏ خمسون وقيل ثلاث‏.‏

    الزخرف‏:‏ ثمانون وتسع وقيل ثمان‏.‏

    الدخان‏:‏ خمسون وست وقيل سبع وقيل تسع‏.‏

    الجاثية‏:‏ ثلاثون وست وقيل سبع‏.‏

    الأحقاف‏:‏ ثلاثون وأربع وقيل خمس‏.‏

    القتال‏:‏ أربعون وقيل إلا آية وقيل إلا آيتين‏.‏

    الطور‏:‏ أربعون وسبع وقيل ثمان وقيل تسع‏.‏

    النجم‏:‏ إحدى وستون وقيل اثنتان‏.‏

    الرحمن‏:‏ سبعون وسبع وقيل ست وقيل ثمان‏.‏

    الواقعة‏:‏ تسعون وتسع وقيل سبع وقيل ست‏.‏

    الحديد‏:‏ ثلاثون وثمان وقيل تسع‏.‏

    قد سمع اثنتان وقيل إحدى وعشرون‏.‏

    الطالق‏:‏ إحدى عشرة وقيل ثنتا عشرة‏.‏

    تبارك‏:‏ ثلاثون وقيل إحدى وثلاثون بعد قالوا بلى قد جاءنا نذير‏.‏

    قال الموصلي‏:‏ والصحيح الأول‏.‏

    قال ابن شنبوذ‏:‏ ولا يسوغ لأحد خلافه للأخبار الواردة في ذلك‏.‏

    أخرج أخمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك‏.‏

    وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة في القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك‏.‏

    الحاقة‏:‏ إحدى وقيل اثنتان وخمسون‏.‏

    المعارج‏:‏ أربعون وأربع وقيل ثلاث‏.‏

    نوح‏:‏ ثلاثون وقيل إلا آية وقيل إلا آيتين‏.‏

    المزمل‏:‏ عشرون وقيل إلا آية وقيل إلا آيتين‏.‏

    المدثر‏:‏ خمسون وخمس وقيل ست‏.‏

    القيامة‏:‏ أربعون وقيل إلا آية‏.‏

    عمّ‏:‏ أربعون وقيل وآية‏.‏

    النازعات‏:‏ أربعون وخمس وقيل ست‏.‏

    عبس‏:‏ أربعون وقيل وآية وقيل وآيتين‏.‏

    الشقاق‏:‏ عشرون وثلاثة وقيل أربع وقيل خمس‏.‏

    الطارق‏:‏ سبع عشرة وقيل ست عشرة‏.‏

    الفجر‏:‏ ثلاثون وقيل إلا آية وقيل اثنتان وثلاثون‏.‏

    الشمس‏:‏ خمس عشرة وقيل ست عشرة‏.‏

    اقرأ‏:‏ عشرون وقيل إلا آية‏.‏

    القدر‏:‏ خمس‏:‏ وقيل ست‏.‏

    لم يكن‏:‏ ثمان وقيل تسع‏.‏

    الزلزلة‏:‏ تسع وقيل ثمان‏.‏

    القارعة‏:‏ ثمان وقيل عشر وقيل إحدى عشرة‏.‏

    قريش‏:‏ أربع وقيل خمس‏.‏

    أرأيت‏:‏ سبع وقيل ست‏.‏

    الإخلاص‏:‏ أربع وقيل خمس‏.‏

    الناس‏:‏ سبع وقيل ست‏.‏

    ضوابط‏:‏ البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة من قرأ بحرف نزلت فيه عدها ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها‏.‏

    وعد أهل الكوفة آلم حيث وقع آية وكذا المص وطه وكهيعص وطسم ويس وحم وعدواً حمعسق آيتين ومن عداهم لم يعد شيئاً من ذلك‏.‏

    وأجمع أهل العدد على أنه لا يعد الر حيث وقع آية وكذا المر وطس وص وق ون‏.‏

    ثم منهم من علل بالأثر وأتباع المنقول وأنه أمر لا قياس فيه‏.‏

    ومنهم من قال‏:‏ يعدوا ص ون وق لأنها على حرف واحد ولا طس لأنها خالفت أخويها بحذف الميم ولأنها تشبه المفرد كقابيل ويس وإن كانت بهذا الوزن لكن أولها ياء فاشتبهت الجمع إذ ليس لنا مفرد أوله ياء ولم يعدوا الر بخلاف آلم لأنها أشبه بالفواصل من الر ولذلك اجمعوا على عد يا أيها المدثر آية لمشاكلته الفواصل بعده‏.‏

    واختلفوا في يا أيها المزمل‏.‏

    قال الموصلي‏:‏ وعدوا قوله ثم نظر آية وليس في القرآن أقصر منها أما مثلها فعم والفجر والضحى‏.‏

    تذنيب نظم علي بن محمد بن الغالي أرجوزة في القرائن والأخوات ضمنها السور التي اتفقت في عدة الآي كالفاتحة والماعون وكالرحمن والأنفال وكيوسف والكهف والأنبياء وذلك معروف مما تقدم‏.‏

    فائدة يترتب على معرفة الآي وعدها وفواصلها أحكام فقهية‏.‏

    منها‏:‏ اعتبارها فيمن جهل الفاتحة فإنه يجب عليه بدلها سبع آيات‏.‏

    ومنها‏:‏ اعتبارها في الخطبة فإنه يجب فيها قراءة آية كاملة ولا يكفي شطرها إن لم تكن طويلة وكذا الطويلة على ما أطلقه الجمهور‏.‏

    وها هنا بحث وهوأن ما اختلف في كونه آخر آياً هل تكفي القراءة به في الخطبة محل نظر ولم أر من ذكره‏.‏

    ومنها‏:‏ اعتبارها في السورة التي تقرأ في الصلاة أوما يقوم مقامها ففي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المائة‏.‏

    ومنها‏:‏ اعتبارها في قراءة قيام الليل‏.‏

    ففي أحاديث من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ بخمسين آية في ليلة كتب من الحافظين ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين ومن قرأ بمائتي آية كتب من الفائزين ومن قرأ بثلاثمائة آية كتب له قنطار من الأجر ومن قرأ بخمسمائة وبسبعمائة وألف آية أخرجها الدرامي في مسنده مفرقة‏.‏

    ومنها‏:‏ اعتبارها في الوقف عليها كما سيأتي‏.‏

    وقال الهذلي في كامله‏:‏ اعلم أن قوماً جهلوا العدد وما فيه من الفوائد حتى قال الزعفراني‏:‏ العدد ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه‏.‏

    قال‏:‏ وليس كذلك ففيه من الفوائد معرفة الوقف ولأن الإجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية‏.‏

    وقال جمع من العلماء‏:‏ تجزئ بآية وآخرون بثلاث آيات وآخرون لا بد من سبع والإعجاز لا يقع بدون آية فللعدد فائدة عظيمة في ذلك أه‏.‏

    فائدة ثانية ذكر الآيات في الأحاديث والآثار أكثر من أن يحصى كالأحاديث في الفاتحة أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي والآيتين خاتمة البقرة وكحديث اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم و ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي البخاري عن ابن عباس‏:‏ إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام قد خسر الذين قتلوا أولادهم إلى قوله ‏)‏مهتدين وفي مسند أبي يعلي عن المسور بن مخرمة قال‏:‏ قلت لعبد الرحمن بن عوف‏:‏ يا خال أخبرنا عن قصتكم يوم أحد قال اقرأ بعد العشرين ومائة آل عمران تجد قصتنا وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد القتال‏.‏

    فصل وعد قوم كلمات القرآن سبعة وسبعين ألف كلمة وتسعمائة وأربعاً وثلاثين كلمة وقيل وأربعمائة وسبعاً وثلاثين وقيل ومائتان وسبع وسبعون وقيل غير ذلك‏.‏

    وقيل وسبب الاختلاف في عد الكلمات أن الكلمة لها حقيقة ومجاز ولفظ ورسم واعتبار كل منها جائز وكل من العلماء اعتبر أحد الجوائز‏.‏

    فصل وتقدم عن ابن عباس عدد حروفه وفيه أقوال أخر والاشتغال باستيعاب ذلك مما لا طائل تحته وقد استوعبه ابن الجوزي في فنون الأفنان وعد الأصناف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك فراجعه منه فإن كتابنا موضوع للمهمات لا لمثل هذه البطالات‏.‏

    وقد قال السخاوي‏:‏ لا أعلم لعدد الكلمات والرحوف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك‏.‏

    ومن الأحاديث في اعتبار الحروف ما أخرجه الترمذي عن ابن مسعود مرفوعاً من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف‏.‏

    وأخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعاً القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين رجاله ثقات إلا شيخ الطيراني محمد ابن عبيد بن آدم بن أبى إياس تكلم فيه المذهبي لهذا الحديث وقد حمل ذلك على ما نسخ رسمه من القرآن أيضاً إذا الموجود الآن لا يبلغ هذا العدد‏.‏

    فائدة قال بعض القراء‏:‏ القرآن العظيم له أنصاف باعتبارات فنصفه بالحروف النون من نكرا في الكهف والكاف من النصف الثاني ونصف بالآيات ياء يأفكون من سورة الشعراء وقوله فألقى السحرة من النصف الثاني ونصفه على عدد السور آخر الحديد والمجادلة من النصف الثاني وهوعشرة بالأحزاب‏.‏

    وقيل إن النصف بالحروف الكاف من نكرا وقيل الفاء من قوله وليتلطف‏.‏



    النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته

    روى البخاري عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيّ بن كعب أي تعلموا منهم‏.‏

    والأربعة المذكورون إثنان من المهاجرين وهما المبدوء بهما واثنان من الأنصار وسالم هوابن معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هوابن جبل‏.‏

    قال الكرماني‏:‏ يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده‏:‏ أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك‏.‏

    وتعقب بأنهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين وقد قتل سالم مولى أبي حذيفة في وقعة اليمامة ومات معاذ في خلافة عمر ومات أبيّ وابن مسعود في خلافة عثمان وقد تأخر زيد بن ثابت وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمناً طويلاً‏.‏

    فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة‏.‏

    وفي الصحيح في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجلاً‏.‏

    روى البخاري أيضاً عن قتادة قال‏:‏ سألت أنس بن مالك‏:‏ من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أربعة كلهم من الأنصار‏:‏ أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوزيد‏.‏

    قلت‏:‏ من أبوزيد قال‏:‏ أحد عمومتي‏.‏

    وروى أيضاً من طريق ثابت عن أنس قال‏:‏ مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبوزيد‏.‏

    وفيه مخالفة لحديث قتادة من وجهين‏:‏ أحدهما التصريح بصيغة الحصر في الأربعة والآخر ذكر أبي الدرداء بدل أبيّ ين كعب‏.‏

    وقد استنكر جماعة من الأئمة الحصر في الأربعة‏.‏

    وقال المازري‏:‏ لا يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه وإلا فكيف الإحاطة بذلك ككثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد وهذا لا يتم إلا إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا في غاية البعد في العادة‏.‏

    وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك‏.‏

    قال‏:‏ وقد تمسك بقول أنس هذا جماعة من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه فإنا لا نسلم حمله على ظاهره‏.‏

    سلمناه ولمن من أين لهم أن الواقع في نفس الأمر كذلك سلمناه لكن لا يلزم من كون كل فرد جميعه بل إذا حفظ الكل الكل ولوعلى التوزيع كفى‏.‏

    وقال القرطبي‏:‏ قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة مثل هذا العدد‏.‏

    قال‏:‏ وإنما خص أنس الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم أولكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم‏.‏

    وقال القاضي أبو بكر الباقلاني‏:‏ الجواب عن حديث أنس من أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ أنه لا مفهوم له فلا يلون أن لا يكون غيرهم جمعه‏.‏

    الثاني‏:‏ المراد لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك‏.‏

    الثالث‏:‏ لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ إلا أولئك‏.‏

    الرابع‏:‏ أن المراد بجمعه تلقيه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بواسطة بخلاف غيرهم فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة‏.‏

    الخامس‏:‏ أنهم تصدوا إلى القائه وتعليمه فاشتهروا به وخفي حال غيرهم عمن عرف حالهم فحصر ذلك فيهم بحسب علمه وليس الأمر في نفس الأمر كذلك‏.‏

    السادس‏:‏ المراد بالجمع الكتابة فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظاً عن ظهر قلبه وأما هؤلاء فجمعوه كتابة وحفظوه عن ظهر قلب‏.‏

    السابع‏:‏ المراد أن أحداً لم يفصح بأنه جمعه بمعنى أكمل حفظه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت آخر آية فلعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع صفات العفووالعذاب وعلم الحشر والحساب وعلم النبوات‏.‏

    وقال ابن حجر‏:‏ ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه‏.‏

    قلت‏:‏ قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي فقال‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً‏.‏

    فمنهم من قال‏:‏ هي زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال‏.‏

    الثاني‏:‏ حلال وحرام وأمر ونهي وزجر وخبر ما هوكائن بعد وأمثال‏.‏

    الثالث‏:‏ وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج‏.‏

    الرابع‏:‏ أمر ونهي وبشارة ونذارة وأخبار وأمثال‏.‏

    الخامس‏:‏ محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخصوص وعموم وقصص‏.‏

    السادس‏:‏ أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل‏.‏

    السابع‏:‏ أمر ونهي وجد وعلم وسر وظهر وبطن‏.‏

    الثامن‏:‏ ناسخ ومنسوخ ووعد ووعيد ورغم وتأديب وإنذار‏.‏

    التاسع‏:‏ حلال وحرام وافتتاح وأخبار وفضائل وعقوبات‏.‏

    العاشر‏:‏ أوامر وزواجر وأمثال وأنباء وعتب ووعظ وقصص‏.‏

    الحادي عشر‏:‏ حلال وحرام وأمثال ومنصوص وقصص وإباحات‏.‏

    الثاني عشر‏:‏ ظهر وبطن وفرض وندب وخصوص وعموم وأمثال‏.‏

    الثالث عشر‏:‏ أمر ونهي ووعد ووعيد وإباحة وإرشاد واعتبار‏.‏

    الرابع عشر‏:‏ مقدم ومؤخر وفرائض وحدود ومواعظ ومتشابه وأمثال‏.‏

    الخامس عشر‏:‏ مقيس ومجمل ومقضيّ وندب وحتم وأمثال‏.‏

    السادس عشر‏:‏ أمر حتم وأمر ندب ونهي وحتم ونهي ندب وأخبار وإباحات‏.‏

    السابع عشر‏:‏ أمر فرض ونهي حتم وأمر ندب ونهي مرشد ووعد ووعيد وقصص‏.‏

    الثامن عشر‏:‏ سبع جهات لا يتعداها الكلام‏:‏ لفظ خاص أريد به الخاص ولفظ عام أريد به العام ولفظ عام أريد به الخاص ولفظ خاص أريد به العام ولفظ يستغنى بتنزيله عن تأويله ولفظ لا يعلم فقهه إلا العلماء ولفظ لا يعلم معناه إلا الراسخون‏.‏

    التاسع عشر‏:‏ إظهار الربوبية وإثبات الوحدانية وتعظيم الألوهية والتعبد لله ومجانبة الإشراك والترغيب في الثواب والترهيب من العقاب‏.‏

    العشرون‏:‏ سبع لغات منها خمس في هوازن واثنتان لسائر العرب‏.‏

    الحادي والعشرون‏:‏ سبع لغات متفرقة لجميع العرب كل حرف منها لقبيلة مشهورة‏.‏

    الثاني والعشرون‏:‏ سبع لغات‏:‏ أربع لعجز هوازن سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثلاث لقريش‏.‏

    الثالث‏:‏ والعشرون‏:‏ سبع لغات لغة قريش ولغة لجرهم ولغة هوازن ولغة لقضاعة ولغة لتميم ولغة لطي‏.‏

    الرابع والعشرون‏:‏ لغة الكعبين كعب بن عمر وكعب بن لؤي ولهما سبع لغات‏.‏

    الخامس والعشرون‏:‏ اللغات المختلفة لأحياء العرب في معنى واحد مثل هلم وهات وتعال وأقبل‏.‏

    السادس والعشرون‏:‏ تعالى عنهم‏.‏

    السابع والعشرون‏:‏ همز إمالة وفتح وكسر وتفخيم ومد وقصر‏.‏

    الثامن والعشرون‏:‏ تصريف ومصادر وعروض وغريب وسجع ولغات مختلفة كلها في شيء واحد‏.‏

    التاسع والعشرون‏:‏ كلمة واحدة وابن مسعود وحذيفة وسالماً وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة وعائشة وحفصة وأم سلمة‏.‏

    ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذ الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن جارية وفضالع بن عبيد ومسلمة بن مخلد وصرح بأن بعضهم إنما كمله النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرد على الحصر المذكور في حديث أنس وعدّ ابن أبي داود منهم تميماً الداري وعقبة بن عامر‏.‏

    وممن جمعه أيضاً أبوموسى الأشعري ذكره أبو عمروالداني‏.‏

    تنبيه أبوزيد المذكور في حديث أنس اختلف في اسمه فقيل سعد بن عبيد بن النعمان أحد بني عمروابن عوف‏.‏

    ورد بأنه أوسي وأنس خزرجي وقد قال‏:‏ إنه أحد عمومته وبأن الشعبي عده هووأبوزيد جميعاً فيمن جمع القرآن كما تقدم فدل على أنه غيره‏.‏

    وقال أبوأحمد العسكري‏:‏ لم يجمع القرآن من الأوس غير سعد بن عبيد‏.‏

    وقال محمد بن حبيب في المحبر‏:‏ سعد بن عبيد أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

    وقال ابن حجر‏:‏ قد ذكر ابن داود فيمن جمع القرآن قيس بن أبي صعصعة وهوخزرجي يكنى أبا زيد فلعله هو‏.‏

    وذكر أيضاً سعيد بن المنذر بن أوس زهير وهوخزرجي أيضاً لكن لم أر التصريح بأنه يكنى أبا زيد‏.‏

    قال‏:‏ ثم وجدت عند ابن أبي داود ما رفع الأشكال فإنه روى بإسناد على شرط البخاري إلى ثمامة عن أنس أن أبا زيد الذي جمع القرآن اسمه قيس بن السكن‏.‏

    قال‏:‏ وكان رجلاً منا من بني عدي بن النجار أحد عمومتي ومات ولم يدع عقباً ونحن ورثناه‏.‏

    قال ابن أبي داود‏:‏ حدثنا أنس بن خالد الأنصاري قال‏:‏ هوقيس بن السكن بن زعوراء من بني عدي بن النجار قال ابن أبي داود‏:‏ مات قريباً من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب علمه ولم يؤخذ عنه وكان عقبياً بدرياً‏.‏

    ومن الأقوال في اسمه ثابت وأوس ومعاذ‏.‏

    فائدة ظفرت بامرأة من الصحابيات جمعت القرآن لم يعدها أحد ممن تكلم في ذلك فأخرج ابن سعد في الطبقات‏:‏ أنبأنا الفضل بن دكين حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال‏:‏ حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا بدراً قالت له‏:‏ أتأذن لي فأخرج معك وأداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي لي شهادة قال‏:‏ إن الله مهد لك شهادة وكان صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها وكان لها مؤذن فغمها غلام وجارية كانت قد بردتهما فقتلاها في إمارة عمر فقال عمر‏:‏ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة‏.‏

    فصل المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة‏:‏ عثمان وعليّ وأبيّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبوالدرداء وأبوموسى الأشعري كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء قال‏:‏ وقد قرأ على أبي جماعة من الصحابة منهم أبوهريرة وابن عباس وعبد الله بن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابنا يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري ة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم‏.‏

    وبمكة‏:‏ عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح وطاوس ومجاهد وعكرمة وابن أبي مليكة‏.‏

    وبالكوفة علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمروبن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خيثم وعمروبن ميمون وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حبش وعبيد بن نضيلة وسعيد بن جبير والنخعي والشعبي‏.‏

    وبالبصرة‏:‏ أبو عالية وأبورجاء ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والحسن ابن سيرين وقتادة‏.‏

    وبالشام‏:‏ المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء ثم تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم‏.‏

    فكان بالمدينة‏:‏ أبوجعفر يزيد بن القعقاع ثم شيبة بن نصاع ثم نافع بن نعيم‏.‏

    وبمكة‏:‏ عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن أبي محيسن‏.‏

    وبالكوفة‏:‏ يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش ثم حمزة ثم الكسائي‏.‏

    وبالبصرة‏:‏ عبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو عمروبن العلاء وعاصم الجحدري ثم يعقوب الحضرمي‏.‏

    وبالشام‏:‏ عبد الله بن عامر وعطية بن قيس الكلابي وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر ثم يحيى بن الحارث الذماري ثم شريح بن يزيد الحضرمي‏.‏

    واشتهر من هؤلاء في الآفاق الأئمة السبعة‏.‏

    نافع‏:‏ وقد أخذ من التابعين منهم أبوجعفر وابن كثير وأخذ عن عبد الله بن السائب الصحابي‏.‏

    وأبو عمرو‏:‏ وأخذ عن التابعين‏.‏

    وابن عامر‏:‏ وأخذ عن أبي الدرداء وأصحاب عثمان‏.‏

    وعاصم‏:‏ وأخذ عن التابعين‏.‏

    وحمزة‏:‏ أخذ عن عاصم والأعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر وغيره‏.‏

    الكسائي‏:‏ وأخذ عن خمزة وأبي بكر بن عياش ثم انتشرت القراءات في الأقطار وتفرقوا أمماً بعد أمم‏.‏

    واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان‏.‏

    فعن ناع‏:‏ قالون وورش عنه‏.‏

    وعن ابن كثير‏:‏ قنبل والبزي عن أصحابه عنه‏.‏

    وعن أبي عمروالدوري والسوسي عن اليزيد عنه‏.‏

    وعن ابن عامر‏:‏ هشام وابن ذكوان عن أصحابه عنه‏.‏

    وعن الكسائي‏:‏ الدوري وابن الحارث‏.‏

    ثم لواتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق قام جهابذة الأمة وبالغوا في الاجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات وعزوا الوجوه والروايات وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصولها وأركان فصلوها‏.‏

    فأول من صنف في القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام ثم أحمد بن جبير الكوفي ثم إسماعي بن إسحاق المالكي صاحب قالون ثم أبوجعفر بن جرير الطبري ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الدجوني ثم أبو بكر مجاهد ثم قام الناس في عصره وبعده بالتأليف في أنواعها جامعاً ومفرداً وموجزاً ومسهباً‏.‏

    وأئمة القراءات لا تحصى وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبد الله الذهبي ثم حافظ القراء أبو الخير بن الجزري‏.‏



    النوع الحادي والعشرون في معرفة العالي والنازل من أسانيده

    اعلم أن طلب علوالإسناد سنة فإنه قرب إلى الله تعالى وقد قسمه أهل الحديث إلى خمسة أقسام ورأيتها تأتي هنا‏.‏

    الأول‏:‏ القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف وهوأفضل أنواع العلووأجلها وأعلى ما يقع للشيوخ في هذا الزمان إسناد رجاله أربعة عشر رجلاً وإنما يقع ذلك من قراءة ابن عامر من رواية ابن ذكوان ثم خمسة عشر وإنما يقع ذلك من قراءة عاصم من رواية حفص وقراءة يعقوب من رواية رويس‏.‏

    الثاني من أقسام العلوعند المحدثين‏:‏ القرب إلى إمام من أئمة الحديث كالأعمش وهشيم وابن جريج والأوزاعي ومالك ونظيره هنا القرب إلى إمام من أئمة السبعة فأعلى ما يقع اليوم للشيوخ بالإسناد المتصل بالتالوة إلى نافع اثنا عشر وإلى عامر اثنا عشر‏.‏

    الثالث عند المحدثين‏:‏ العلوبالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة بأن يروي حديثاً لورواه من طريق كتاب من الستة وقع أنزل مما لوروا من غير طريقها ونظيره هنا العلوبالنسبة إلى بعض الكتب المشهورة في القراءة كالتيسير والشاطبية ويقع في هذا النوع الموافقات والإبدال والمساواة والمصافحات فالموافقة أن تجتمع طريقة مع أحد أصحاب الكتب في شيخه وقد لا يكون مع علوعلى ما لورواه من طريقه وقد لا يكون مثاله في هذا الفن قراءة ابن كثير رواية البزي طريق ابن بنان عن أبي ربيعة عنه يرويها ابن الجزري من كتاب المفتاح لأبي منصور بن محمد بن عبد المالك بن خيرون ومن كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري وقرأ بها كل من المذكورين على عبد السيد بن عتاب فروايته لها من أحد الطريقين تسمى موافقة للآخر باصطلاح أهل الحديث والبدل أن يجتمع معه شيخ شيخه فصاعداً وقد لا يكون أيضاً بعلوّ وقد لا يكون مثاله هنا قراءة أبي عمر ورواية الدوري طريق ابن مجاهد عن أبي الزعرء عنه رواها ابن الجزري من كتاب التيسير قرأ بها الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي وقرأ بها على أبي طاهر عن ابن مجاهد‏.‏

    ومن المصباح قرأ بها أبو الكرم على أبي القاسم يحيى بن أحمد السبتي وقرأ بها على أبي الحسن الحمامي وقرأ على أبي طاهر فروايته لها من طريق المصباح تسمى بدلاً للداني في شيخ شيخه‏.‏

    والمساواة أن يكون بين الراوي والنبي صلى الله عليه وسلم أوالصحابي أومن دونه أحد أصحاب الكتب كما بين الشيخ إلى أحد الكتب والنبي صلى الله عليه وسلم أوأصحابي أومن دوزنه على من ذكر من العدد‏.‏

    والمصافحة أن يكون أكثر عدداً منه بواحد فكأنه لقي صاحب ذلك الكتاب وصافحه وأخذ عنه مثاله قراءة نافع رواها الشاطبي عن أبي عبد الله محمد بن علي النفزي عن أبي عبد الله بن غلام الفرس عن سليمان بن نجاح وغيره عن أبي عمروالداني عن أبي الفتح فارس بن أحمد عن عبد الباقي عن أبي الحسين بن بويان بن الحسن عن إبراهيم بن عمر المقرى عن أبي الحيض بوبويان عن أبي بكر ابن الأشعث عن أبي جعفر الريعي المعروف بأبي نشيط عن قالون عن نافع‏.‏

    ورواها ابن الجزري عن أبي بكر الخياط عن أبي محمد البغدادي وغيره عن الصائغ عن الكمال بن فارس عن أبي اليمن الكندي عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي بكر الخياط عن الغرضي عن ابن بويان فهذه مساواة لابن الجزري مصافحة للشاطبي‏.‏

    ومما يشبه هذا التقسيم الذي لأهل الحديث تقسيم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة والعشرة أونحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهوقراءة وإن كان للراوي عنه فرواية أولمن بعده فنازلاً أولا على هذه الصفة مما هوراجع إلى تخير القارئ فيه فوجه الرابع من أقسام العلو‏:‏ تقدم وفاة الشيخ عن قرينه الذي أخذ عن شيخه فالأخذ مثلاً عن التاج بن مكتوم أعلى من الأخذ عن أبي المعالي بن اللبان وعن ابن اللبان أعلى من البرهان الشامي وإن اشتركوا في الأخذ عن ابن حيان لتقدم وفاة الأول عن الثاني والثاني عن الثالث‏.‏

    والخامس‏:‏ العلوبموت الشيخ لا مع التفات لأمر آخر أوشيخ آخر متى يكون قال بعض المحدثين‏:‏ يوصف الإسناد بالعلوإذا مضى عليه من موت الشيخ خمسون سنة وقال ابن منده‏:‏ ثلاثون فعلى هذا الأخذ عن أصحاب ابن الجزري عال من سنة ثلاث وستين وثمانمائة لأن ابن الجزري آخر من كان سنده عالياً ومضى عليه حينئذ من موته ثلاثون سنة فهذا ما حررته من قواعد الحديث وخرجت عليه قواعد القراءات ولم أسبق إليه ولله الحمد والمنة‏.‏

    وإذا عرفت العلوبأقسامه عرفت النزول فإنه ضده وحيث ذم النزول فهوما لم ينجبر بكون رجاله أعلم أوأحفظ أوأتقن أوأجل أوأشهر أوأروع أما إذا كان كذلك فليس بمذموم ولا مفضول




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 2:01 am