البوصلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي راقي جدا


    الجزء الثامن والثلاثون النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    avatar
    tarek
    Admin


    المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 27/06/2010
    الموقع : ام الدنيا

    الجزء الثامن والثلاثون النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر  Empty الجزء الثامن والثلاثون النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    مُساهمة  tarek الخميس يوليو 15, 2010 2:06 am

    النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    وأعني بالأدوات الحروف وما شاكلها من الأسماء والأفعال والظروف‏.‏

    اعلم أن معرفة ذلك من المهمات المطلوبة لاختلاف مواقعها ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها كما في قوله تعالى {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} فاستعملت على في جانب الحق وفي جانب الضلال لأن صاحب الحق مستعمل يصرف نظره كيف شاء وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام منخفض لا يدري أين يتوجه‏.‏

    وقوله تعالى {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف} عطف على الجمل الأول بالفاء والأخيرة بالواوولما انقطع نظام الترتيب لأن التلطف غير مرتب على الإتيان بالطعام كما كان الإتيان به مترتباً على النظر فيه مترتباً على التوجه في طلبه والتوجه في طلبه مترتباً على قطع الجدال في المسئلة عن مدة اللبث وتسليم العلم له تعالى‏.‏

    وقوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء} الآية عدل عن اللام إلى في الأربعة الأخيرة إيذاناً إلى أنهم أكثر استحقاقاً للمتصدق عليهم بمن سبق ذكره باللام لأن في الوعاء فنبه باستعمالها على أنهم أحقاء بأن يجعلوا مظنة لوضع الصدقات فيهم كما يوضع الشيء في وعاء مستقر فيه‏.‏

    وقال الفارسي‏:‏ إنما قال في الرقاب ولم يقل للرقاب ليدل على أن العبد لا يملك‏.‏

    وعن ابن عباس قال‏:‏ الحمد لله الذي قال عن صلاتهم ساهون ولم يقل في صلاتهم وسيأتي ذكر كثير من أشباه ذلك وهذا مردها مرتب على حروف المعجم وقد أفرد هذا النوع بالتصنيف خلائق من المتقدمين كالهروي في الأزهية والمتأخرين كابن أم قاسم في الجني الداني‏.‏

    الهمزة تأتي على وجهين‏.‏

    أحدهما‏:‏ الاستفهام وحقيقته طلب الإفهام وهي أصل أدواته ومن ثم اختصت بأمور‏.‏

    أحدها‏:‏ جواز حذفها كما سيأتي في النوع السادس والخمسين‏.‏

    ثانيها‏:‏ أنها ترد لطلب التصور والتصديق بخلاف هل فإنها لتصديق خاصة وسائر الأدوات للتصور خاصة‏.‏

    ثالثها‏:‏ أنها تدخل على الإثبات نحو أكان للناس عجباً‏.‏

    آلكرين حرم وعلى النفي نحو ألم نشرح وتفيد حينئذ معنيين‏:‏ أحدهما التذكير والتنبيه كالمثال المذكور وكقوله تعالى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل والآخر التعجب من الأمر العظيم كقوله تعالى {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} وفي كلا الحالين هي تحذير نحو {ألم نهلك الأولين} رابعها‏:‏ تقديمها على العاطف تنبيهاً على أصالتها في التصدير نحو أوكلما عاهدوا عهداً‏.‏

    أفأمن أهل القرى أثم إذا ما وقع وسائر أخواتها يتأخر عنه كما هوقياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة نحو {فكيف تتقون}‏.‏

    فأين تذهبون‏.‏

    {فأنى تؤفكون}‏.‏

    فهل يهلك‏.‏

    فأي الفريقين‏.‏

    فمالكم في المنافقين‏.‏

    خامسها‏:‏ أنه لا يستفهم بها حتى يهجس في النفس إثبات ما يستفهم عنه بخلاف هل فإنه لما يترجح عنده فيه نفي ولا إثبات حكاه أبوحيان عن بعضهم‏.‏

    سادسها‏:‏ أنها تدخل على الشرط نحو إفإن مت فهم الخالدون أفإن مات أوقتل انقلبتم بخلاف غيرها‏.‏

    وتخرج عن الاستفهام الحقيقي فتأتي لمعان تذكر في النوع السابع والخمسين‏.‏

    فائدة إذا دخلت على رأيت امتنع أن تكون من رؤية البصر أوالقلب وصار بمعنى أخبرني قنبل وقد تبدل هاء وخرج على ذلك قراءة قنبل ها انتم هؤلاء بالقصر وقد تقع في القسم‏.‏

    ومنه مما قرئ ولا نكنم شهادة بالتنوين الله بالمد الثاني من وجهي الهمزة أن تكون حرفاً ينادي به القريب وجعل منه القراءة قوله تعالى أمن هوقانت آناء الليل على قراءة تخفيف الميم‏:‏ أي يا صاحب هذه الصفات‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ ويبعده أنه ليس في التنزيل نداء بغير يا ويقربه سلامته من دعوى المجاز إذ لا يكون الاستفهام منه تعالى على حقيقته ومن دعوى كثرة الخوف إذا التقدير عند من جعلها للاستفهام‏:‏ أمن هوقانت خير أم هذا الكافر‏:‏ أي المخاطب بقوله ‏" target="_blank" rel="nofollow">{قل تمتع بكفرك قليلاً} فحذف شيئان‏:‏ معادل الهمزة والخبر‏.‏

    أحد قال أبوحاتم في كتاب الزينة‏:‏ هواسم أكمل من الواحد ألا ترى أنك إذا قلت فلان لا يقوم له واحد جاز في المعنى أن يقوم اثنان فأكثر لخلاف قولك لا يقوم له أحد‏.‏

    وفي الأحد خصوصية ليست في الواحد تقول ليس في الدار واحد فيجوز أن يكون من الدواب والطير والوحش والإنس فيعم الناس وغيرهم بخلاف ليس في الدار أحد فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم‏.‏

    قال‏:‏ ويأتي الأحد في كلام العرب بمعنى الأول وبمعنى الواحد فيستعمل في الإثبات وفي النفي نحو قل هو الله أحد أي واحد وأول فابعثوا أحدكم بورقكم وبخلافهما فلا يستعمل إلا في النفي وتقول‏:‏ ما جاءني من أحد ومنه أيحسب أن لن يقدر عليه أحد‏.‏

    أن لم يره أحد‏.‏

    فما منكم من أحد‏.‏

    ولا تصل على أحد وواحد يستعمل فيهما مطلقاً وأحد يستوي فيه المذكر والمؤنث قال تعالى لستن كأحد من النساء بخلاف الواحد فلا يقال كواحد من النساء بل كواحدة‏.‏

    وأحد يصلح في الإفراد والجمع‏.‏

    قلت‏:‏ ولهذا وصف به في قوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين} بخلاف الواحد والأحد له جمع من لفظه وهوالأحدون والآحاد وليس للواحد جمع من لفظه فلا يقال واحدون بل اثنان وثلاثة‏.‏

    والأحد ممتنع الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب بخلاف الواحد انتهى ملخصاً‏.‏

    وقد تحصل من كلامه بينهما سبعة فروق‏.‏

    وفي أسرار التنزيل للبارزي في سورة الإخلاص‏.‏

    فإن قيل‏:‏ المشهور في كلام العرب أن الأحد يستعمل بعد النفي والواحد بعد الإثبات‏.‏

    قلنا‏:‏ قد اختار أبو عبيد أنهما بمعنى واحد وحينئذ فلا يختص أحدهما بمكان دون الآخر وإن غاب استعمال أحد في النفي‏.‏

    ويجوز أن يكون العدول هنا عن الغالب رعاية للفواصل انتهى‏.‏

    وقال الراغب في مفردات القرآن‏:‏ أحد يستعمل على ضربين‏:‏ أحدهما في النفي فقط‏.‏

    والآخر في الإبات‏.‏

    فالأول لاستغراق جنس الناطقين ويتناول الكثير والقليل ولذلك صح أن يقال ما من أحد فاضلين كقوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين} والثاني على ثلاثة أوجه‏:‏ الأول المستعمل في العدد مع العشرات نحوأحد عشر وأحد وعشرون‏.‏

    والثاني المستعمل مضافاً إليه بمعنى الأول نحو {أما أحدكما فيسقي ربه خمراً} والثالث المستعمل وصفاً مطلقاً ويختص بوصف الله نحو {قل هو الله أحد} وأصله وحد إلا أن وحداً يستعمل في غيره أه‏.‏

    إذ ترد على أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ أن تكون اسماً للزمن الماضي وهوالغالب ثم قال الجمهور‏:‏ لا تكون إلا ظرفاً نحو {فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا} أومضافاً إليها الظرف نحو بعد إذ هديتنا‏.‏

    يومئذ تحدث‏.‏

    وأنتم حينئذ تنظرون وقال غيرهم‏:‏ تكون مفعولاً به نحو {واذكروا إذ كنتم قليلاً} وكذا المذكورة في أوائل القصص كلها مفعول به بتقدير اذكروا بدلاً منه نحو {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت} فإذ بدل اشتمال من مريم على حد البدل في يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه‏.‏

    اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء أي اذكروا النعمة التي هي الجعل المذكور فهي بدل كل من كل والجمهور يجعلونها في الأول ظرفاً لمفعول محذوف‏:‏ أي واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم قليلاً‏.‏

    وفي الثاني ظرف لمضاف إلى مفعول محذوف‏:‏ أي واذكر قصة مريم ويؤيد ذلك التصريح له في {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء}‏.‏

    وذكر الزمخشري أنها تكون مبتدأ وخرج عليه قراءة بعضهم لمن من الله على المؤمنين قال‏:‏ التقدير منه إذ بعث فإذ في محل رفع كإذا في قولك أخطب ما يكون الأمير إذا كان قائماً‏:‏ أي لمن من الله على المؤمنين وقت بعثه انتهى‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ ولا نعلم بذلك قائلاً‏.‏

    وذكر كثير أنها تخرج عن المضي إلى الاستقبال نحو يومئذ تحدث أخبارها والجمهور أنكروا ذلك وجعلوا الآية من باب ونفخ في الصور‏:‏ أعني من تنزيل المستقبل الواقع منزلة الماضي الواقع‏.‏

    واحتج المثبتون منهم ابن مالك بقوله تعالى فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم فإن يعلمون مستقبل لفظاً ومعنى لدخول حرف التنفيس عليه وقد عمل في إذ فيلزم أن تكون بمنزلة إذا وذكر بعضهم أنها تأتي للحال نحو {ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه} أي حين تفيضون فيه‏.‏

    فائدة أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك قال‏:‏ ما كان في القرآن إن بكسر الألف فلم يكن وما كان إذ فقد كان‏.‏

    الوجه الثاني‏:‏ أن تكون للتعليل نحو {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} أي ولن ينفعكم اليوم إشراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا‏.‏

    وهل هي حرف بمنزلة لام العلة أوظرف بمعنى وقت والتعليل مستفاد من قوة الكلام لا من اللفظ قولان المنسوب إلى سيبويه الأول وعلى الثاني في الآية إشكال لأن إذ لا تبدل من اليوم لاختلاف الزمانين ولا تكون ظرفاً لينفع لأنه لا يعمل في ظرفين ولا المشتركون لأن معمول خبر إن وأخواتها لا يقدم عليها ولأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول ولأن إشراكهم في الآخرة لأن في ظلمهم ومما حمل على التعليل وإذ لم يهدوا به فسيقولون هذا إفك قديم وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف وأنكر الجمهور هذا القسم وقالوا‏:‏ التقدير بعد إذ ظلمتم‏.‏

    وقال ابن جني‏:‏ راجعت أبا علي مراراً في قوله تعالى {ولن ينفعكم اليوم}‏الآية مستشكلاً إبدال إذ من اليوم فآخر ما تحصل منه أن الدنيا والآخرة متصلتان وأنهما في حكم الله سواء فكان اليوم ماض انتهى‏.‏

    الوجه الثالث‏:‏ التوكيد بأن تحمل على الزيادة قاله أبو عبيد وتبعه ابن قتيبة وحملا عليه آيات منها وإذ قال ربك للملائكة‏.‏

    الرابع‏:‏ التحقيق كقد وحملت عليه الآية المذكورة وجعل منه السهيلي قوله ‏{بعد إذ أنتم مسلمون} قال ابن هشام‏:‏ وليس القولان بشيء‏.‏

    مسئلة تلزم إذ الإضافة إلى جملة‏:‏ إما تسمية نحواذكروا إذ أنتم قليل أوفعلية فعلها ماض لفظاً ومعنى نحو وإذ قال ربك للملائكة‏.‏

    {وإذ ابتلى إبراهيم ربه} أومعنى لفظاً نحو {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه} وقد تحذف الجملة للعلم بها ويعوض عنها التنوين وتكسر الذال لالتقاء الساكنين نحو ويومئذ يفرح المؤمنون‏.‏

    {وأنتم حينئذ تنظرون} وزعم الأخفش أن في ذلك معربة لزوال افتقارها إلى الجملة وأن الكسرة إعراب لأن اليوم والحين مضاف إليها‏.‏

    ورد بأن بناءها لوضعها على حرفين وبأن الافتقار باق في المعنى كالموصول تحذف صلته‏.‏

    إذا على وجهين‏.‏

    أحدهما‏:‏ أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج لجواب ولا تقع في الابتداء ومعناها الحال لا الاستقبال نحو فألقاها فإذا هي حية تسعى‏.‏

    فلما أنجاهم إذا هم يبغون‏.‏

    وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قال ابن الحاجب‏:‏ ومعنى المفاجأة حضور الشيء معك في وصف من أوصافك الفعلية تقول‏:‏ خرجت فإذ الأسد بالباب فمعناه‏:‏ حضور الأسد معك في زمن وصفك بالخروج أومكان خروجك وحضوره معك في مكان خروجك ألصق بك من حضوره في خروجك لأن ذلك المكان يخصك دون ذلك الزمان وكل ما كان ألصق كانت المفاجأة فيه أقوى‏.‏

    واختلف في إذا هذه فقيل أنها حرف وعليه الأخفش ورجحه ابن مالك‏.‏

    وقيل ظرف مكان وعليه المبرد ورجحه ابن عصفور‏.‏

    وقيل ظرف زمان وعليه الزجاج ورجحه الزمخشري وزعم أن عاملها فعل مقدر مشتق من لفظ المفاجأة‏.‏

    قال‏:‏ التقدير ثم إذا دعاكم فاجأتم الخروج في ذلك الوقت‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ ولا يعرف ذلك لغيره وإنما يعرف ناصبها عندهم الخبر المذكور أوالمقدر‏.‏

    قال‏:‏ ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرحاً به‏.‏

    الثاني‏:‏ أن تكون لغير المفاجأة فالغالب أن تكون ظرفاً للمستقبل مضمنة معنى الشرط وتختص بالدخول على الجمل الفعلية وتحتاج لجواب وتقع في الابتداء عكس الفجائية والفعل بعدها إما ظاهر نحو إذا جاء نصر الله أومقدر نحو {إذا السماء انشقت} وجوابها إما فعل نحو فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وجملة اسمية مقرونة بالفاء نحو فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير‏.‏

    {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب} أوفعلية طلبية كذلك نحو فسبح بحمد ربك أواسمية مقرونة فإذا الفجائية نحو إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون‏.‏

    {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} وقد يكون مقدر الدلالة ما قبله عليه أولدلالة المقام وسيأتي في أنواع الحذف‏.‏

    وقد تخرج إذا عن الظرفية‏.‏

    قال الأخفش في قوله تعالى حتى إذا جاءوها أن إذا جر بحتي‏.‏

    وقال ابن جني في قوله تعالى {إذا وقعت الواقعة}الآية فيمن نصب خافضة رافعة أن إذا الأولى مبتدأ والثانية خبر والمنصوبان حالان‏.‏

    وكذا جملة ليس ومعمولاها والمعنى‏:‏ وقت وقوع الواقعة خافضة لقوم رافعة لآخرين هووقت رج الأرض‏.‏

    والجمهور أنكروا خروجها عن الظرفية وقالوا في الآية الأولى‏:‏ إن حتى حرف ابتداء داخل على الجملة بأسرها ولا عمل له وفي الثانية أن إذا الثانية بدل من الأولى والأولى ظرف وجوابها محذوف لفهم المعنى وحسنه طول الكلام وتقديره بعد إذا الثانية‏:‏ أي انقسمتم أقساماً وكنتم أزواجاً ثلاثة‏.‏

    وقد تخرج عن الاستقبال فترد للحال نحو والليل إذا يغشى فإن الغشيان مقارن الليل والنهار إذا تجلى‏.‏

    والنجم إذا هوى وللماضي نحو {وإذا رأوا تجارة أو لهوا}‏الآية فإن الآية نزلت بعد الرؤية والانفضاض وكذا قوله تعالى {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه}‏.‏

    {حتى إذا بلغ مطلع الشمس}‏.‏

    {حتى إذا ساوى بين الصدفين} وقد تخرج عن الشرطية نحو وإذا ما غضبوا هم يغفرون‏.‏

    والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون فإذا في الآية ظرف لخبر المبتدإ بعدها‏.‏

    ولوكانت شرطية والجملة الاسمية جواباً لاقترنت بالفاء‏.‏

    وقال بعضهم‏:‏ إنه على تقديرها مردود بأنها لا تحذف إلا لضرورة وقول آخر‏:‏ إن الضمير توكيد لا مبتدأ أوأنما بعده الجواب تعسف‏.‏

    وقول آخر‏:‏ جوابها محذوف مدلول عليه بالجملة بعدها تكلف من غير ضرورة‏.‏

    تنبيهات‏:‏ الأول المحققون على أن ناصب إذا شرطها والأكثرون أنه ما في جوابها من فعل الثاني‏:‏ قد تستعمل إذا للاستمرار في الأحوال الماضية والحاضرة والمستقبلة كما يستعمل الفعل المضارع لذلك ومنه {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون} أي إن هذا شأنهم أبداً وكذا قوله تعالى {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى}‏.‏

    الثالث‏:‏ ذكر ابن هشام في المغني إذ ولم يذكر إذا ما وقد ذكرها الشيخ بهاء الدين السبكي في عروس الأفراح في أدوات الشرط فأما إذ ما فلم يقع في القرآن ومذهب سيبويه أنها حرف‏.‏

    وقال المبرد وغيره‏:‏ إنها باقية على الظرفية وأما إذا ما فوقعت في القرآن في قوله تعالى وإذا ما غضبوا‏.‏

    إذا ما أتوك لتحملهم ولم أر من تعرض لكونها باقية على الظرفية أومحولة إلى الحرفية ويحتمل أن يجري فيها القولان في إذما ويحتمل أن يجزم ببقائها على الظرفية لأنها أبعد عن التركيب بخلاف إذما‏.‏

    الرابع‏:‏ تختص إذا بدخولها على المتيقن والمظنون والكثير الوقوع بخلاف إن فإنها تستعمل في المشكوك والموهوب والنادر ولهذا قال تعالى {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا} ثم قال‏:‏ وإن كنتم جنباً فاطهروا فأتى بإذا في الوضوء لتكرره وكثرة أسبابه وبأن في الجنابة لندرة وقوعها بالنسبة إلى الحدث وقال تعالى {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا}‏.‏

    {وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} أتى في جانب الحسنة بإذا لأن نعم الله على العباد كثيرة ومقطوع بها وإن فيجانب السيئة لأنها نادرة الوقوع ومشكوك فيها‏.‏

    نعم أشكل على هذه القاعدة آيتان‏.‏

    الأولى‏:‏ في قوله تعالى ولئن‏.‏

    أمتم فإن مات فأتى بإن مع أن الموت محقق الوقوع والأخرى قوله تعالى {وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة} فرحوا بها فأتى بإذا في الطرفين‏.‏

    وأجاب الزمخشري عن الأولى بان الموت لما كان مجهول الوقت أجرى مجرى غير المجزوم‏.‏

    وأجاب السكاكي عن الثانية بأنه قصد التوبيخ والتقريع فأتى بإذا ليكون تخويفاً لهم وإخباراً لهم وإخباراً بأنهم لا بد أن يمسهم شيء من العذاب واستفيد التقليل من لفظ المس وتنكير ضر‏.‏

    وأما قوله تعالى {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} فأجيب عنه بأن الضمير في مسه للمعرض المتكبر لا لمطلق الإنسان ويكون لفظ إذا للتنبه على أن مثل هذا المعرض يكون ابتلاؤه بالشر مقطوعاً به‏.‏

    وقال الخويبي‏:‏ الذبي أظنه أن إذا يجوز دخولها على المتيقن والمشكوك لأنها ظرف وشرط فبالنظر إلى اشرط تدخل إلى المشكوك وبالنظر إلى الظرف تدخل على المتيقن كسائر الظروف‏.‏

    الخامس‏:‏ خالفت إذا إن أيضاً في إفادة العموم‏.‏

    قال ابن عصفور‏:‏ فإذا قلت إذا قام زيد قام عمروأفادت أن كلما قام زيد قام عمرو‏.‏

    وقال‏:‏ هذا هو الصحيح وفي أن المشروط بها إذا كان عد ما يقع الجزاء في الحال وفي أن لا يقع حتى يتحقق اليأس من وجوده وفي جزاءها مستعقب لشرطها على الاتصال لا يتقدم ولا يتأخر بخلاف إن وفي إن مدخولها لا تجزمه لأنها لا تتمخض شرطاً‏.‏

    خاتمة قيل قد تأتي إذا زائدة وخرج عليه {إذا السماء انشقت} أي انشقت السماء كما قال اقتربت الساعة‏.‏

    إذن قال سيبويه‏:‏ معناها الجواب والجزاء‏.‏

    قال الشلوبين‏:‏ في كل موضع‏.‏

    وقال الفارسي‏:‏ في الأكثر والأكثر أن تكون جواباً لإن أولوظاهرتين أومقدرتين‏.‏

    قال الفراء‏:‏ وحيث جاءت بعدها اللام فقبلها لومقدرة إن لم تكن ظاهرة نحو إذ لذهب كل إله بما خلق وهي حرف ينصب المضارع بشرط تصديرها واستقباله واتصاله أوانفصالها بالقسم أوبلا النافية‏.‏

    قال النحاة‏:‏ وإذا وقعت بعد الواووالفاء جاز فيها الوجهان نحو وإذا لا يلبثون خلفك‏.‏

    فإذا لايؤتون الناس وقرئ شاذاً بالنصب فيهما‏.‏

    وقال ابن هشام‏:‏ التحقيق أنه إذا تقدمها شرط وجزاء وعطفت فإن قدرت العطف على الجواب جزمت وبطل عمل إذا لوقوعها حشواً أوعلى الجملتين جميعاً جاز الرفع والنصب وكذا إذا تقدمها مبتدأ خبره فعل مرفوع إن عطفت على الفعلية رفعت أوالأسمية فالوجهان‏.‏

    وقال غيره‏:‏ إذا نوعان‏.‏

    الأول‏:‏ أن تدل على إاء السببية والشرط بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها نحوأزورك فتقول إذن أكرمك وهي في هذا الوجه عاملة تدخل على الجمل الفعلية فتنصب المضارع المستقبل المتصل إذا صدرت‏.‏

    والثاني‏:‏ أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمقدم أومنبهة على مسبب حصل في الحال وهي حينئذ غير عاملة لأن المؤكدات لا يعتمد عليها والعامل يعتمد عليه نحو‏:‏ إن تأتني إذن آتيك ووالله إذن لأفعلن‏.‏

    ألا ترى أنها لوسقطت لفهم الارتباط وتدخل هذه على الاسمية فتقول إذن أنا أكرمك ويجوز توسطها وتأخرها ومن هذا قوله تعالى {ولئن اتبعت أهواءكم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا} فهي مؤكدة للجواب مرتبطة بما تقدم‏.‏

    تنبيهان‏:‏ الأول سمعت شيخنا العلامة الكافيجي يقول في قوله تعالى {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون} ليست إذا هذه الكلمة المعهودة وإنما هي إذا الشرطية حذفت جملتها التي تضاف إليها وعوض عنها التنوين كما في يومئذ وكنت أستحسن هذا جداً وأظن أن الشيخ لا سلف له في ذلك‏.‏

    ثم رأيت الزركشي قال في البرهان بعد ذكره لإذن المعنيين السابقين وذكر لها بعض المتأخرين معنى ثالثاً وهي أن تكون مركبة من إذا التي هي ظرف زمن ماض ومن جملة بعدها تحقيقاً أوتقديراً لكن حذفت الجملة تخفيفاً وأبدل منها التنوين كما في قولهم حينئذ وليست هذه الناصبة للمضارع لأن تلك تختص به ولذا عملت فيه ولا يعمل غلا ما يختص وهذه لا تختص بل تدخل على الماضي كقوله تعالى {وإذا لآتيناهم}‏.‏

    أذا لأمسكتم‏.‏

    إذا لأذقناك وعلى الاسم نحو {وإنكم إذا لمن المقربين} قال‏:‏ وهذا المعنى لم يذكره النحاة لكنه قياس ما قالوه في إذن‏.‏

    وفي التذكرة لأبي حيان‏:‏ ذكر لي علم الدين القمني أن القاضي تقي الدين بن رزين كان يذهب إلى أن إذن عوض من الجملة المحذوفة وليس هذا قول نحوي‏.‏

    وقال الخويبي‏:‏ وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال أنا آتيك إذن أكرمك بالرفع على معنى إذا أتيتني وعوضت التنوين من الجملة فسقطت الألف لالتقاء الساكنين‏.‏

    قال‏:‏ ولا يقدح في ذلك اتفاق النحاة على أن الفعل في مثل منصوب بإذن لأنهم يريدون بذلك ما إذا كانت حرفاً ناصباً له ولا ينفي ذلك رفع الفعل بعدها إذا أريد بها إذا الزمانية معوضاً من جملتها التنوين كما ا منهم من يجزم ما بعد إذا جعلها شرطية ويرفعه إذا أريد بها الموصولة انتهى‏.‏

    فهؤلاء قد حاموا حول ما حام عليه الشيخ إلا أنه ليس أحد منهم من المشهورين بالنحووممن يعتمد قوله فيه‏.‏

    نعم ذهب بعض النحاة إلى أن أصل إذن الناصبة اسم والتقدير في إذن أكرمك إذا جئتني أكرمك فحذفت الجملة وعوض منها التنوين وأضمرت إن‏.‏

    وذهب آخرون إلى أنها حرف مركبة من إذا وإن حكى القولين ابن هشام في المغنى‏.‏

    التنبيه الثاني الجمهور أن إذن يوقف عليها بالألف المبدلة من النون وعليه إجماع القراء وجوز قوم منهم المبرد والمازني في غير القرآن الوقوف عليها بالنون كلن وإن وينبني على الخلاف في الوقف عليها كتابتها فعلى الأول تكتب بالألف كما رسمت في المصاحف وعلى الثاني بالنون‏.‏

    وأقول‏:‏ الإجماع في القرآن على الوقف عليها وكتابتها بالألف دليل على أنها اسم منون لا حرف آخره نون خصوصاً أنها لم تقع فيه ناصب للمضارع فالصواب إثبات هذا المعنى لها كما جنح إليه الشيخ ومن سبق النقل عنه‏.‏

    أف كلمة تستعمل عند التضجر والتكره‏.‏

    وقد حكى أبو البقاء في قوله تعالى {فلا تقل لهما أف} قولين‏:‏ أحدهما‏:‏ أنه اسم لفعل الأمر‏:‏ أي كفا واتركا‏.‏

    والثاني‏:‏ أنه اسم لفعل ماض‏:‏ أي كرهت وتضجرت‏.‏

    وحكى غيره ثالثاً‏:‏ أنه اسم لفعل مضارع‏:‏ أي لتضجر منكما‏.‏

    وأما قوله تعالى في سورة الأنبياء أف لكم فأحاله أبو البقاء على ما سبق في الإسراء ومقتضاه تساويهما في المعنى‏.‏

    وقال العزيزي في غريبه هنا أي بئساً لكم‏.‏

    وفسر صاحب الصحاح أف بمعنى قذراً‏.‏

    وقال في الارتشاف‏:‏ أف‏:‏ أتضجر‏.‏

    وفي البسيط معناه‏:‏ التضجر وقيل الضجر وقيل تضجرت‏.‏

    ثم حكى فيها تسعاً وثلاثين لغة‏.‏

    قلت‏:‏ قرئ منها في السبع أف بالكسر بلا تنوين وأف بالكسر والتنوين وأف بالفتح بلا تنوين‏.‏

    وفي الشاذ أف بالضم منوناً وغير منون وأف بالتخفيف‏.‏

    أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى {فلا تقل لهما أف} قال‏:‏ لا تقذرهما‏.‏

    وأخرج عن أبي أل على ثلاثة أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ أن تكون اسماً موصولاً بمعنى الذي وفروعه وهي الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين نحو {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخر الآية {التائبون العابدون}‏ الآية‏.‏

    وقيل هي حينئذ حرف تعريف‏.‏

    وقيل موصول حرفي‏.‏

    الثاني أن تكون حرف تعريف وهي نوعان‏:‏ عهدية وجنسية وكل منهما ثلاثة أقسام‏.‏

    فالعهدية‏:‏ إما أن يكون مصحوبها معهوداً ذكرياً نحوكما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب وضابط هذه أن يسد الضمير مسدها مع مصحوبها أومعهوداً نحو إذ هما في الغار‏.‏

    إذ يبايعونك تحت الشجرة أومعهزداً حضورياً نحو اليوم أكملت لكم دينكم‏.‏

    اليوم أحل لكم الطيبات قال ابن عصفور‏:‏ وكذا كل واقعة بعد اسم الإشارة أوأي في النداء وإذ الفجائية أوفي اسم الزمان الحاضر نحوالآن والجنسية‏.‏

    إما لاستغراق الإفراد وهي التي يخلفها كل حقيقة نحو وخلق الإنسان ضعيفاً‏.‏

    عالم الغيب والشهادة ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها نحو {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} ووصفه بالجمع نحو {أو الطفل الذين لم يظهروا} وإما لاستغراق خصائص الأفراد وهي التي يخلفها كل مجاز نحو ذلك الكتاب أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنزلة وخصائصها‏.‏

    وإما لتعريف الماهية والحقيقة والجنس وهي التي لا يخلفها كل لا حقيقة ولا مجازاً نحو وجعلنا من الماء كل شيء حي‏.‏

    {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة} قيل والفرق بين المعرف بأل هذه وبين اسم الجنس النكرة يدل على مطلق الحقيقة لا باعتبار قيد‏.‏

    الثالث‏:‏ أن تكون زائدة وهي نوعان‏:‏ لازمة كالتي في الموصولات على القول بأن تعريفها بالصلة وكالتي في الأعلام المقارنة لنقلها كاللات والعزي أولغلبتها كالبيت للكعبة والمدينة لطيبة والنجم للثريا وهذه في الأصل للعهد‏.‏

    أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى {والنجم إذا هوى} قال‏:‏ الثريا وغير لازمة كالواقعة في الحال‏.‏

    وخرج عليه قراءة بعضهم " target="_blank" rel="nofollow">{ليخرجن الأعز منها الأذل} بفتح الياء‏:‏ أي ذليلاً لأن الحال واجبة التنكير لا أن ذلك غير فصيح والأحسن تخريجه على حذف مضاف‏:‏ أي خروج الأذل كما قدره الزمخشري‏.‏

    مسئلة اختلف في أل في اسم الله تعالى فقال سيبويه‏:‏ هي عوض من الهمزة المحذوفة بناء على أن أصله إله أل فنقلت حركة الهمزة إلى اللام ثم أدغمت قاله الفارسي‏.‏

    ويدل على ذلك قطع همزها ولزومها‏.‏

    وقال آخرون‏:‏ هي مزيدة للتعريف تفخيماً وتعظيماً وأصل إله أولاه‏.‏

    وقال قوم‏:‏ هي زائدة لازمة لا للتعريف‏.‏

    وقال بعضهم‏:‏ أصله هاء الكناية زيدت فيه لام الملك فصار له ثم زيدت أل تعظيماً وفخموه توكيداً‏.‏

    وقال الخليل‏:‏ وخلائق هي من بنية الكلمة وهواسم علم لا اشتقاق له ولا أصل‏.‏

    خاتمة أجاز الكوفيين وبعض البصريين وكثير من المتأخرين نيابة أل عن الضمير المضاف إليه وخرجوا على ذلك {فإن الجنة هي المأوى} والمانعون يقدرون له‏.‏

    وأجاز الزمخشري نيابتها عن المظاهر أيضاً وخرج عليه {وعلم آدم الأسماء كلها} فإن الأصل أسماء المسميات‏.‏

    ألا بالفتح والتخفيف وردت في القرآن على أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ التنبيه فتدل على تحقيق ما بعدها‏.‏

    قال الزمخشري‏:‏ ولذلك قل وقوع الجمل بعدها إلا مصدرة بنحو ما يتلقى به القسم وتدخل على الاسمية والفعلية نحو {ألا إنهم هم السفهاء} " target="_blank" rel="nofollow">ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم قال في المغني‏:‏ والمعربون يقولون فيها حرف استفتاح فيبينون مكانها ويهملون معناها وإفادتها التحقيق من جهة تركيبها من الهمزة ولا‏.‏

    وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق نحو أوليس ذلك بقادر الثاني والثالث‏:‏ التحضيض والعرض ومعناهما طلب الشيء لكن الأول طلب بحث والثاني طلب بلين وتختص فيها بالفعلية نحو {ألا تقاتلون قوماً نكثوا}‏.‏

    {قوم فرعون ألا يتقون}‏.‏

    ألا تأكلون‏.‏

    {ألا تحبون أن يغفر الله لكم}‏.‏

    ألا بالفتح والتشديد حرف تحضيض لم يقع في القرآن لهذا المعنى فيما أعلم إلا أنه يجوز عندي أن يخرج عليه {ألا يسجدوا لله} وأما قوله تعالى أن لا تعلوا علي فليست هذه بل هي كلمتان‏:‏ إلا بالكسر والتشديد على أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ الاستثناء متصلاً نحو {فشربوا منه إلا قليلا}‏.‏

    ما فعلوه إلا قليل أومنقطعاً نحو {قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيل}ا وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى الثاني‏:‏ أن تكون بمعنى غير فيوصف بها وبتاليها جمع منكر أوشبهه ويعرف الاسم الواقع بعدها بإعراب غير نحو {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فلا يجوز أن تكون هذه الآية للاستثناء لأن آلهة جمع منكر في الإثبات فلا عموم له فلا يصح الاستثناء منه ولأنه يصير المعنى حينئذ‏:‏ لوكان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا وهوباطل باعتبار مفهومه‏.‏

    الثالث‏:‏ أن تكون عاطفة بمنزلة الواوفي الترسيل ذكره الأخفش والفراء وأبو عبيدة وخرجوا عليه {لئلا يكون للناس عليكم حجة} {إلا الذين ظلموا منهم}‏.‏

    {لا يخاف لدى المرسلون}{إلا من ظلم ثم بدل حسناً بعد سوء} أي ولا الذين ظلموا ولا من ظلم وتأولها الجمهور على الاستثناء المنقطع‏.‏

    الرابع‏:‏ بمعنى بل ذكره بعضهم وخرج عليه {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة} أي بل تذكرة‏.‏

    الخامس‏:‏ بمعنى بدل ذكره ابن الصائغ وخرج عليه آلهة إلا الله أي بدل الله أوعوضه وبه يخرج عن الإشكال المذكور في الاستثناء وفي الوصف بإلا من جهة المفهوم‏.‏

    وغلط ابن مالك فعد من أقسامها نحو {إلا تنصروه فقد نصره الله} وليست منها بل هي كلمتان إن الشرطية ولا النافية‏.‏

    فائدة قال الرماني في تفسيره‏:‏ معنى إلا اللازم له الاختصاص بالشيء دون غيره فإذا قلت جاءني النوم إلا زيداً فقد اختصصت زيداً لم يجيء وإذا قلت ما جاءني إلا زيد فقد اختصصته بالميء وإذا قلت ما جاءني زيد إلا راكباً فقد اختصصته بهذه الحالة دون غيرها من المشي والعدونحوه‏.‏

    الآن اسم لزمن الحاضر وقد يستعمل في غيره مجازاً‏.‏

    وقال قوم‏:‏ هي محل للزمانين‏:‏ أي ظرف للماضي وظرف للمستقبل وقد يتجوز بها عما قرب من أحدهما‏.‏

    وقال ابن مالك‏:‏ لوقت حضر جميعه كوقت فعل الإنشاء حال النطق به أوبعضه نحو الآن خف الله عنكم‏.‏

    فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً قال‏:‏ وظرفيته غالبة لا لازمة‏.‏

    واختلف في أل التي فيه فقيل للتعريف الحضوري وقيل زائدة لازمة‏.‏

    إلى حرف جر له معان‏.‏

    أشهرها‏:‏ انتهاء الغاية زماناً نحو {أتموا الصيام إلى الليل} أومكاناً نحو إلى المسجد الأقصى أوغيرهما نحو والأمر إليك أي منته إليك‏.‏

    ولم يذكر لها الأكثرون غير هذا المعنى‏.‏

    وزاد ابن مالك وغيره تبعاً للكوفيين معاني أخر‏.‏

    منها‏:‏ المعية وذلك إذا ضممت شيئاً إلى آخر في الحكم به أوعليه أوالتعليق نحو من أنصاري إلى الله‏.‏

    وأيديكم إلى المرافق‏.‏

    ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم قال الرضي‏:‏ والتحقيق أنها للانتهاء‏:‏ أي مضافة إلى المرافق وإلى أموالكم‏.‏

    وقال غيره‏:‏ ما ورد في ذلك مؤول على تضمين العامل وإبقائها على أصلها‏.‏

    والمعنى في الآية الأولى‏:‏ من يضيف نصرته إلى نصرة الله أومن ينصرني حال كوني ذاهباً إلى الله‏.‏

    ومنها‏:‏ الظرفية كفى نحو ليجمعنكم إلى يوم القيامة أي فيه {هل لك إلى أن تزكى} أي في أن‏.‏
    ومنها مرادفة اللام وجعل منه والأمر إليك أي لك وتقدم أنه من الانتهاء‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:54 pm