البوصلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي راقي جدا


    تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    avatar
    tarek
    Admin


    المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 27/06/2010
    الموقع : ام الدنيا

    تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر  Empty تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    مُساهمة  tarek الخميس يوليو 15, 2010 2:27 am

    ومنها‏:‏ التبيين‏.‏

    قال ابن مالك‏:‏ وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حباً أوبغضاً أواسم تفضيل محو رب السجن أحب إلى ومنها‏:‏ التوكيد وهي الزائدة نحو {أفئدة من الناس تهوي إليهم} في قراءة بعضهم بفتح الواو‏:‏ أي تهواهم قاله الفراء‏.‏

    وقال غيره‏:‏ هوعلى تضمين تهوى معنى تميل‏.‏

    تنبيه حكى ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن ابن الأنباري أن إلى تستعمل اسماً فيقال‏:‏ انصرفت من إليك كما يقال غدوت من عليه وخرج عليه من القرآن قوله تعالى وهزي إليك بجذع النخلة وبه يندفع إشكال أبي حيان فيه بأن القاعدة المشهورة أن الفعل لا يتعدى إلى ضمير يتصل بنفسه أوبالحرف وقد رفع المتصل وهما لمدلول واحد في غير باب ظن‏.‏

    اللهم المشهور أن معناه يا الله حذفت ياء النداء وعوض منها الميم المشددة في آخره‏.‏

    وقيل أصله يا الله أمنا بخير فركب تركيب حيهلا مزج‏.‏

    وقال أبورجاء العطاردي‏:‏ الميم فيها تجمع سبعين اسماً من أسمائه‏.‏

    وقال ابن ظفر‏:‏ قيل إنها الاسم الأعظم واستدل لذلك بأن الله دال على الذات والميم دالة على الصفات التسعة والتسعين‏.‏

    ولهذا قال أبو الحسن البصري‏:‏ اللهم تجمع‏.‏

    وقال النضر بن شميل‏:‏ من قال اللهم فقد دعا الله بجميع أسمائه‏.‏

    أم حرف عطف وهي نوعان‏:‏ متصلة وهي قسمان‏:‏ الأول أن يتقدم عليها همزة التسوية سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم‏.‏

    سواء علينا أجزعنا أم صبرنا‏.‏

    سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم والثاني‏:‏ أن يتقدم عليها همزة يطلب بها وبأم التعيين نحو الذكرين حرم أم الانثيين وسميت في القسمين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر‏.‏

    وتسمى أيضاً معادلة مادتها للهمزة في إفادة التسوية في القسم الأول والاستفهام في الثاني‏.‏

    ويفترق القسمان من أربعة أوجه أحدها وثانيها‏:‏ أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جواباً لأن المعنى معها ليس على الاستفهام وأن الكلام معها قابل التصديق والتكذيب لأنه خبر وليست تلك كذلك لأن الاستفهام معها على حقيقته‏.‏

    والثالث والرابع‏:‏ أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين وتكون الجملتان فعليتين واسميتين ومختلفتين نحو سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون وأم الأخرى تقع بين المفردين وهوالغالب فيها نحو أأنتم أشد خلقاً أم السماء وبين جملتين ليسا في تأويلها‏.‏

    النوع الثاني‏:‏ منقطعة وهي ثلاثة أقسام مسبوقة بالخبر المحض نحو تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين‏.‏

    أم يقولون أفتراه ومسبوقة بالهمزة لغير الاستفهام نحو {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها} إذ الهمزة في ذلك للإنكار فهي بمنزلة النفي‏.‏

    والمتصلة لا تقع بعده ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة نحو {هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} ومعنى أم المنقطعة‏:‏ الذي لا يفارقها الإضراب ثم تارة تكون له مجرداً وتارة تضمن مع ذلك استفهاماً إنكارياً‏.‏

    فمن البنون تقديره‏:‏ بل أله البنات إذ لوقدرت للإضراب المحض لزم المحال‏.‏

    تنبيهان‏:‏ الأول قد ترد أم محتملة للاتصال وللانقطاع كقوله تعالى {قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون} قال الومخشري‏:‏ يجوز في أم أن تكون معادلة بمعنى أي الأمرين كائن على سبيل التقرير لحصول العلم بكون أحدهما ويجوز أن تكون منقطعة‏.‏

    الثاني ذكر أبوزيد أن أم تقع زائدة وخرج عليه قوله تعالى {أفلا تبصرون أم أنا خير} قال‏:‏ التقدير أفلا تبصرون أنا خير‏.‏

    أما بالفتح والتشديد حرف شرط وتفصيل وتوكيد‏.‏

    أما كونها حرف شرط فبدليل لزوم الفاء بعدها نحو {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون} وأما قوله تعالى {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم} فعلى تقدير القول‏:‏ أي فيقال لهم كفرتم فحذف القول استغناء عنه بالقول فتبعته الفاء في الحذف وكذا قوله ‏‏{وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي} وأما التفصيل فهوغالب أحوالها كما تقدم وكقوله ‏{أما السفينة فكانت} لمساكين وأما الغلام وأما الجدار وقد يترك تكرارها استغناء بأحد القسمين عن الآخر وسيأتي في أنواع الحذف‏.‏

    وأما التوكيد فقال الزمخشري‏:‏ فائدة أما في الكلام‏.‏

    إما أن تعطيه فضل توكيد تقول زيد ذاهب فإذا قصدت توكيد ذلك وأنه لا محالة ذاهب وأنه بصدد الذهاب وأنه منه عزيمة قلت‏:‏ أما زيد ذاهب ولذلك قال سيبويه في تفسيره‏:‏ مهما يكن من شيء فزيد ذاهب‏.‏

    ويفصل بين أما والفاء بمبتدإ كالآيات السابقة أوخبر نحو‏:‏ أما في الدار فزيد‏.‏

    أوجملة شرط نحو فأما إن كان من المقربين فروح الآيات‏.‏

    أواسم منصوب بالجواب نحو {فأما اليتيم فلا تقهر} واسم معمول لمحذوف يفسر ما بعد الفاء نحو وأما ثمود فهديناهم في قراءة بعضهم بالنصب‏.‏

    تنبيه ليس من أقسام أما التي في قوله تعالى {أماذا كنتم تعملون} بل هي كلمتان‏:‏ أم المنقطعة وما الاستفهامية‏.‏

    إما بالكسر والتشديد ترد لمعان الإبهام نحو وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والتخيير نحو إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً إما أن تلقى وإما أن تكون أول من ألقى فإما منا بعد وإما فداء والتفصيل نحو {إما شاكراً وإما كفوراً}‏.‏

    تنبيهات‏.‏

    الأول لا خلاف أن إما الأولى في هذه الأمثلة ونحوها غير عاطفة‏.‏

    واختلف في الثانية فالأكثرون على أنها عاطفة وأنكره جماعة منهم ابن مالك لملازمتها غالباً الواوالعاطفة وادعى ابن عصفور الإجماع على ذلك قال‏:‏ وإنما ذكروها في باب العطف لمصاحبتها لحروفه وذهب بعضهم إلى أنها عطفت الاسم على الاسم والواوعطفت إما على إما وهوغريب‏.‏

    الثاني سيأتي أن هذه المعاني تكون أولاً أيضاً والفرق بينها وبين غما أن إما يبني الكلام معها من أول الأمر على ما جيء بها لأجله ولذلك وجب تكرارها وأويفتح الكلام معها على الجزم ثم يطرأ الإبهام أوغيره ولهذا لم يتكرر‏.‏

    الثالث ليس من أقسام إما التي في قوله ‏‏{فإما ترين من البشر أحداً} بل هي كلمتان‏:‏ إن الشرطية وما الزائدة‏.‏

    إن بالكسر والتخفيف على أوجه‏.‏

    الأول‏:‏ أن تكون شرطية نحو {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت} وإذا دخلت على لم فالجزم بلم لا بها نحو فإن لم تفعلوا أوعلى لا فالجزم بها لا نحو وإلا تغفر لي إلا تنصروه والفرق أن لم عامل يلزم معمولاً ولا يفصل بينهما بشيء‏.‏

    وأن يجوز الفصل بينها وبين معمولها بمعموله ولا لا تعمل الجزم إذا كانت نافية فأضيف العمل إلى إن‏.‏

    الثاني‏:‏ أن تكون نافية وتدخل على الاسمية والفعلية نحو {إن الكافرون إلا في غرور}‏.‏

    إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم إن أردنا غلا الحسنى إن يدعون من دونه إلا أناثاً قيل ولا تقع إلا وبعدها إلا كما تقدم أولما المشددة نحو {إن كل نفس لما عليها حافظ} في قراءة التشديد ورد بقوله ‏{إن عندكم من سلطان بهذا}‏.‏

    وإن أدرى لعله فتنة لكم ومما حمل على النافية قوله ‏‏{إن كنا فاعلين}‏.‏

    قل إن كان للرحمن ولد وعلى هذا فالوقف هنا {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} أي في الذي ما مكناكم فيه‏.‏

    وقيل هي زائدة ويؤيد الأول قوله ‏‏{مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} وعدل عن ما لئلا يتكرر فيثقل اللفظ‏.‏

    قلت‏:‏ وكونها للنفي هو الوارد عن ابن عباس كما تقدم في نوع الغريب من طريق ابن أبي طلحة وقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله ‏ولئن زالتا‏.‏

    إن أمسكهما من أحد من بعده وإذا دخلت النافية على الاسمية لم تعمل عند الجمهور‏.‏

    وأجاز الكسائي والمبرد إعمالها عمل ليس وخرج عليه قراءة سعيد بن جبير {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم}‏.‏

    فائدة أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ كل شيء في القرآن إن فهوإنكار‏.‏

    الثالث أن تكون مخففة من الثقيلة فتدخل على الجملتين ثم الأكثر إذا دخلت على الاسمية إهمالها نحو وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا‏.‏

    إن كل لما جميع لدينا محضرون‏.‏

    إن هذان لساحران في قراءة حفص وابن كثير‏.‏

    وقد تعمل نحو {وإن كلاً لما ليوفينهم} في قراءة الحرميين‏.‏

    وإذا دخلت على الفعل فالأكثر كونه ماضياً ناسخاً نحو {وإن كانت لكبيرة} وإن كادوا ليفننونك عن الذي أوحينا إليك وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ودونه أن يكون مضارعاً ناسخاً نحو وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك‏.‏

    وإن نظنك لمن الكاذبين وحيث وجدت إن وبعدها اللام المفتوحة فهي المخففة من الثقيلة‏.‏

    الرابع‏:‏ أن تكون زائدة وخرج عليه في ما إن مكناكم فيه‏.‏

    الخامس‏:‏ أن تكون للتعليل كذا قاله الكوفيون وخرجوا عليه قوله تعالى {واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} لتدخلن السجد الحرام إن شاء الله آمنين وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ونحوذلك مما الفعل فيه محقق الوقوع‏.‏

    وأجاب الجمهور عن آية المشيئة بأنه تعاليم للعباد كيف يتكلمون إذا أخبروا عن المستقبل وبأن اصل ذلك الشرك صار يذكر للتبرك وأن المعنى لتدخلن جميعاً إن شاء الله أن لا يموت منكم أحد قبل الدخول‏.‏

    وعن سائر الآيات بأنه شرط جيء به للتهييج والإلهاب كما تقول لابنك‏:‏ إن كنت ابني فاطعني‏.‏

    السادس‏:‏ أن تكون بمعنى قد ذكره قطرب وخرج عليه ‏{فذكر إن نفعت الذكرى}‏ أي قد نفعت ولا يصح معنى الشرط فيه لأنه مأمور بالتذكير على كل حال‏.‏

    وقال غيره‏:‏ هي للشرط ومعناه‏:‏ ذمهم واستبعاد لنفع التذكير فيهم‏.‏

    وقيل التقدير‏:‏ وإن لم تنفع على حد قوله ‏‏سرابيل فائدة قال بعضهم‏:‏ وقع في القرآن إن بصيغة الشرط وهوغير مراد في ستة مواضع {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً} {واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون} {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان} {إن ارتبتم فعدتهن} أن تقصروا من الصلاة إن خفتم وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً أن بالفتح والتخفيف على أوجه‏.‏

    الأول‏:‏ أن تكون حرفاً مصدرياً ناصباً لمضارع ويقع في موضعين في الابتداء فيكون في محل رفع نحو وأن تصوموا خير لكم وأن تعفوأقرب للتقوى وبعد لفظ دال على معنى غير اليقين في محل رفع نحو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع} {وعسى أن تكرهوا شيئاً} ونصب نحو نخشى أن تصيبنا دائرة وما كان هذا القرآن أن يفتري فأردت أن أعيبها وخفض نحو أوذينا من قبل أن تأتنينا من قبل أن يأتي أحدكم الموت وأن هذه موصول حرفي وتوصل بالفعل المتصرف مضارعاً كما مر‏.‏

    وماضياً نحو لولا أن من الله علينا ولولا أن ثبتناك وقد يرفع المضارع بعدها إهمالاً لها حملاً على ما أختها كقراءة ابن محيصن لمن أراد أن يتم الرضاعة الثاني‏:‏ أن تكون مخففة من الثقيلة فتقع بعد فعل اليقين أوما نزل منزلته نحو {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قول}اً علم أن سيكون وحسبوا أن لا تكون في قراءة الرفع‏.‏

    الثالث‏:‏ أن تكون مفسرة بمنزلة أي نحو {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا} ونودوا أن تلكم الجنة وشرطها أن تسبق بجملة فلذلك غلط من جعل منها وآخر دعواهن أن الحمد لله رب العالمين وأن يتأخر عنها جملة وأن يكون في الجملة السابقة معنى القول ومنه وانطلق الملأ منهم أن امشوا إذ ليس المراد بالانطلاق المشي بل انطلاق ألسنتهم بهذا الكلام كما أنه ليس المراد المشي المتعارف بال الاستمرار على المشي‏.‏

    وزعم الزمخشري أن التي في قوله ‏{اتخذي من الجبال بيوتاً} مفسرة بأن قبله {وأوحى ربك إلى النحل} والوحي هنا إلهام باتفاق وليس في الإلهام معنى القول وإنما هي مصدرية‏:‏ أي باتخاذ الجبال ولا يكون في الجملة السابقة أحرف القول وذكر الزمخشري في قوله ‏‏{ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله} أنه يجوز أن تكون مفسرة للقول على تأويله بالأمر‏:‏ أي ما أمرتهم إلا بما أمرتني به أن اعبدوا الله‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ وهوحسن وعلى هذا فيقال في الضابط أن لا تكون فيه حروف القول إلا والقول مؤول بغيره‏.‏

    قلت‏:‏ وهذا من الغرائب كونهم يشرطون أن يكون فيها معنى القول فإذا جاء لفظه أولوه بما فيه معناه مع صريحه وهونظير ما تقدم من جعلهم أل في الآن زائدة مع قولهم بتضمنها وأن لا يدخل عليها حرف جر‏.‏

    الرابع‏:‏ أن تكون زائدة والأكثر أن يقع بعد التوقيتة نحو {ولما أن جاءت رسلنا لوطاً} وزعم الأخفش أنها تنصب المضارع وهي زائدة وخرج عليه ومالنا أن لا نقاتل في سبيل الله ومالنا أن لا نتوكل على الله قال‏:‏ فهي زائدة بدليل ومالنا لا نؤمن بالله‏.‏

    الخامس‏:‏ أن تكون شرطية كالمكسورة قال الكوفيون وخرجوا عليه {أن تضل إحداهما} أن صدوركم عن المسجد الحرام صفحاً إن كنتم قوماً مسرفين قال ابن هشام‏:‏ ويرجحه عندي تواردهما على محل واحد والأصل التوافق وقد قرئ بالوجهين في الآيات المذكورة ودخول الفاء بعدها في قوله فتذكر‏.‏

    السادس‏:‏ أن تكون نافية‏.‏

    قال بعضهم في قوله ‏{أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} أي لا يؤتى والصحيح أنها مصدرية‏:‏ أي ولا تؤمنوا أن يؤتى أي أحد‏.‏

    السابع‏:‏ أن تكون للتعليل كما قاله بعضهم في قوله تعالى بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا والصواب أنها مصدرية وقبلها لام العلة مقدرة‏.‏

    الثامن‏:‏ أن تكون بمعنى لئلا قاله بعضهم في قوله {يبين الله لكم أن تضلوا} والصواب أنها مصدرية والتقدير‏:‏ كراهة أن تضلوا‏.‏

    إن بالكسر والتشديد على أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ التأكيد والتحقيق وهوالغالب نحو {إن الله غفور رحيم} إنا عليكم لمرسلون قال عبد القاهر‏:‏ والتأكيد بها أقوى من التأكيد باللام‏.‏

    قال‏:‏ وأكثر مواقعها بحسب الاستقراء الجواب لسؤال ظاهر أومقدر إذا كان للسائل فيه ظن‏.‏

    الثاني‏:‏ التعليل أثبته ابن جني وأهل البيان ومثلوه بنحو واستغفروا الله إن الله غفور رحيم وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم‏.‏

    {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء}وهونوع من التأكيد‏.‏

    الثالث‏:‏ معنى نعم أثبته الأكثرون وخرج عليه قوم منهم المبرد {إن هذان لساحران}‏.‏

    أن بالفتح والتشديد على وجهين‏.‏

    أحدهما‏:‏ أن تكون حرف تأكيد والأصح أنها فرع المكسورة وأنها موصول حرفي فتؤول مع اسمها وخبرها بالمصدر فإن كان الخبر مشتقاً فالمصدر المؤول به من لفظه نحو لتعلموا أن الله على كل شيء قدير أي قدرته‏.‏

    وإن كان جامداً قدر بالكون وقد استشكل كونها للتأكيد بأنك لوصرحت بالمصدر النسبك منها لم يفد تأكيداً‏.‏

    وأجيب بأن التأكيد للمصدر المنحل وبهذا يفرق بينها وبين المكسورة لأن التأكيد في المكسورة للإسناد وهذه لأحد الطرفين‏.‏

    الثاني‏:‏ أن يكون لغة في لعل وخرج عليها {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} في قراءة الفتح‏:‏ أي لعلها‏.‏

    أني اسم مشترك بين الاستفهام والشرط فأما الاستفهام فترد فيه بمعنى كيف نحو أني يحيي هذه الله بعد موتها‏.‏

    فأنى يؤفكون ومن أين نحو أنى لك هذا أي من أين قلتم أنى هذا أي من أين جاءنا‏.‏

    قال في عروس الأفراح‏:‏ والفرق بين أين ومن أين أن أين سؤال عن المكان الذي حل فيه الشيء ومن أين سؤال عن المكان الذي برز منه الشيء‏.‏

    وجعل من هذا المعنى ما قرئ شاذاً في صببنا الماء صباً وبمعنى متى وقد ذكرت المعاني الثلاثة في قوله تعالى {فائتوا حرثكم أنى شئتم} وأخرج ابن جرير الأول من طرق عن ابن عباس وأخرج الثاني عن الربيع بن أنس واختاره وأخرج الثالث عن الضحاك وأخرج قولاً رابعاً عن ابن عمر وغيره أنها بمعنى حيث شئتم‏.‏

    واختار أبوحيان وغيره أنها في الآية شرطية وحذف جوابها لدلالة ما قبلها عليه لأنها لوكانت استفهامية لاكتفت بما بعدها كما كان هوشأن الاستفهامية أن تكتفي بما بعدها‏:‏ أي تكون كلاماً يحسن السكوت عليه إن كان اسماً أوفعلاً‏.‏

    أوحرف عطف ترد لمعان الشك من المتكلم نحو قالوا لبثنا يوماً أوبعض يوم وعلى الإبهام على السامع نحو وإنا أوإياكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين والتخيير بين المعطوفين بأن يمتنع الجمع بينهما والإباحة بأن لا يمتنع الجمع ومثل الثاني بقوله ‏وعلى أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم‏ الآية ومثل الأول بقوله تعالى ففدية من صيام أوصدقة أونسك وقوله ‏فكفارته إطعام عشرة مساكين أوكسوتهم أوتحرير رقبة واستشكل بأن الجمع في الآيتين غير ممتنع‏.‏

    وأجاب ابن هشام بأنه ممتنع بالنسبة إلى وقوع كل كفارة أوفدية بل يقع واحد منهن كفارة أوفدية والباقي قربة مستقلة خارجة عن ذلك‏.‏

    قلت‏:‏ وأوضح من هذا التمثيل قوله ‏‏{أن يقتلوا أو يصلبوا}‏‏ الآية على قول من جعل الخيرة في ذلك إلى الإمام فإنه يمتنع عليه الجمع بين هذه الأمور بل يفعل منها واحداً يؤدي اجتهاده إليه‏.‏

    والتفصيل بعد الإجمال نحو وقالوا كونوا هوداً أونصارى تهتدوا قالوا ساحر أومجنون أي قال بعضهم كذا وبعضهم كذا والإضراب ببل وخرج عليه وأرسلناه إلى مائة ألف أويزيدون فكان قاب قوسين أوأدنى وقراءة بعضهم أوكلما عاهدوا عهداً بسكون الواو‏.‏

    ومطلق الجمع كالواونحو لعله يتذكر أويخشى {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً} والتقريب ذكره الحريري وأبوإبقاء وجعل منه {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} أون هوأقرب ورد بأن التقريب مستفاد من غيرها ومعنى إلا في الاستثناء ومعنى إلى وهاتان ينصب المضارع بعدهما بأن مضمرة وخرج عليها لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أوتفرضوا لهن فريضة فقيل إنه منصوب لا مجزوم بالعطف على تمسوهن لئلا يصير المعنى‏:‏ لا جناح عليكم فيما يتعلق بمهور النساء إن طلقتموهن في مدة انتفاء أحد هذين الأمرين مع أنه إذا انتفى الفرض دون المس لزم مهر المثل وإذا انتفى المس دون الفرض لزم نصف المسمى فكيف يصح رفع الجناح عند انتقاء أحد الأمرين ولأن المطلقات المفروض لهن قد ذكرن ثانياً بقوله ‏{وإن طلقتموهن}‏ الآية وترك ذكر الممسوسات فكانت الممسوسات والمفروض لهن مستويين في الذكر وإذا قدرت أوبمعنى إلا خرجت المفروض لهن عن مشاركة الممسوسات في الذكر وكذا إذا قدرت بمعنى إلى ويكون غاية لنفي الجناح لا لنفي المس‏.‏

    وأجاب ابن الحاجب عن الأول بمنع كون المعنى مدة انتفاء أحدهما بل مدة لم يكن واحد منهما وذلك ينفيهما جميعاً لأنه نكرة في سياق النفي الصريح‏.‏

    وأجاب بعضهم عن الثاني بأن ذكر المفروض لهن إنما كان لتعيين النصف لهن لا لبيان أن لهن شيئاً في الجملة‏.‏

    ومما خرج على هذا المعنى قراءة أبي تقاتلونهم أويسلمون تنبيهات‏:‏ الأول لم يذكر المتقدمون لأن هذه المعاني بل قالوا‏:‏ هي لأحد الشيئين أوالأشياء‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ وهوالتحقيق‏.‏

    والمعاني المذكورة مستفادة من القرائن‏.‏

    الثاني قال أبو البقاء‏:‏ أوفي النهي نقيضه أوفي الإباحة فيجب اجتناب الأمرين كقوله {ولا تطع منهم آثماً أوكفوراً} فلا يجوز فعل أحدهما فلوجمع بينهما كان فعلاً لمنهي عنه مرتين لأن كل واحد منهما أحدهما‏.‏

    وقا ل غيره‏:‏ أوفي مثل هذا بمعنى الواوتفيد الجمع‏.‏

    وقال الطيبي‏:‏ الأولى أنها على بابها وإنما جاء التعميم فيها من النهي الذي فيه معنى النفي والنكرة في سياق النفي تعم لأن المعنى قبل النهي‏:‏ تطيع آثماً أوكفوراً‏:‏ أي واحد منهما فإذا جاء النهي ورد على ما كان ثابتاً فالمعنى‏:‏ لا تطع واحداً منهما بالتعميم فيهما من جهة النهي وهي على بابها‏.‏

    الثالث يكون مبناها على عدم التشريك عاد الضمير إلى مفردها بالإفراد وبخلاف الواو‏.‏

    وأما قوله تعالى {إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما} فقيل إنها بمعنى الواو‏.‏

    وقيل المعنى‏:‏ إن يكن الخصمان غنيين أوفقيرين‏.‏

    فائدة أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ كل شيء في القرآن أوفهومخير فإذا كان فمن لم يجد فهوالأول فالأول‏.‏

    وأخرج البيهقي في سننه عن ابن جريج‏:‏ قال كل شيء في القرآن فيه أوللتخيير إلا قوله يقتلوا أويصلبوا ليس بمخير فيها‏.‏

    قال الشافعي‏:‏ وبهذا أقول‏.‏

    أولى في قوله تعالى {أولى لك فأولى} وفي قوله ‏‏{فأولى لهم}‏.‏

    قال في الصحاح‏:‏ قولهم أولى لك كلمة تهديد ووعيد‏.‏

    قال الشاعر فأولى له ثم أولى له قال الأصمعي‏:‏ معناه قاربه ما يهلكه‏:‏ أي نزل به‏.‏

    قال الجوهري‏:‏ ولم يقل أحد فيها أحسن مما قال الأصمعي‏.‏

    وقال قوم‏:‏ هواسم فعل مبني ومعناه‏:‏ وليك شر بعد شر ولك تبيين‏.‏

    وقيل هوعلم للوعيد غير مصروف ولذا لم ينون وأن محله رفع على الابتداء ولك الخبر ووزنه على هذا فعلي والألف للإلحاق وقيل افعل وقيل معناه الويل لك وأنه مقلوب منه والأصل أويل فأخر حرف العلة ومنه قول الخنساء‏:‏ هممت بنفسي بعض الهموم فاولى لنفسي أولى لها وقيل معناه الذم لك أولى من تركه فحذف المبتدأ لكثرة دورانه في الكلام‏.‏

    وقيل المعنى‏:‏ أنت أولى وأجدر لهذا العذاب‏.‏

    وقال ثعلب‏:‏ أولى في كلام العرب معناه‏:‏ مقارنة الهلاك كأنه يقول‏:‏ قد وليت الهلاك أوقد دانيت الهالك وأصله من الولي وهوالقرب ومنه قاتلوا الذين يلونكم أي يقربون منكم‏.‏

    وقال النحاس‏:‏ العرب تقول‏:‏ أولى لك‏:‏ أي كدت تهلك وكان تقديره‏:‏ أولى لك الهلكة‏.‏

    إي بالكسر والسكون حرف جواب بمعنى نعم فتكون لتصديق الخبر ولإعلام المستخبر ولوعد الطالب‏.‏

    قال النحاة‏:‏ ولا تقع إلا قبل القسم‏.‏

    قال ابن الحاجب‏:‏ وإلا بعد الاستفهام نحو ويستنبؤنك أحق هوقل إي وربي‏.‏

    أي بالفتح والتشديد على أوجه‏.‏

    الأول‏:‏ أن تكون شرطية نحو {أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي} {أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى} الثاني‏:‏ استفهامية نحو {أيكم زادته هذه إيماناً} وإنما يسأل بها عما يميز أحد المتشاركين في أمر يعمهما نحو {أي الفريقين خير مقاماً}‏:‏ أي أنحن أم أصحاب محمد‏.‏

    الثالث‏:‏ موصولة نحو {لننزعن من كل شيعة أيهم أشد} وهي في الأوجه الثلاثة معربة وتبنى في الوجه الثالث على الضم إذا حذف عائدها وأضيف كالآية المذكورة وأعربها الأخفش وهذه الحالة أيضاً وخرج عليه قراءة بعضهم بالنصب وأول قراءة الضم على الحكاية وأولها غيره على التعليق للفعل وأولها الزمخشري على أنها خبر مبتدأ محذوف وتقدير الكلام‏:‏ لننزعن بعض كل شيعة فكأنه قيل من هذا البعض فقيل هو الذي أشد ثم حذف المبتدآن المكتنفان لأي‏.‏

    وزعم ابن الطراوة أنها في الآية مقطوعة عن الإضافة مبنية وإن هم أشذ مبتدأ وخبر ورد برسم الضمير متصلاً بأي وبالإجماع على إعرابها إذا لم تضف‏.‏

    الرابع‏:‏ أن يكون وصلة إلى نداء ما فيه أل نحو يا أيها الناس يا أيها النبي‏.‏

    إيا زعم الزجاج أنه اسم ظاهر والجمهور ضمير ثم اختلفوا فيه على أقوال‏.‏

    أحدها‏:‏ أنه كله ضمير هووما اتصل به‏.‏

    والثاني‏:‏ أنه وحده ضمير وما بعده اسم مضاف له يفسر ما يراد به من تكلم وغيباً وخطاب نحو {فإياي فارهبون} {بل إياه تدعون} {إياك نعبد} والثالث‏:‏ أنه وحده ضمير وما بعده حروف تفسر المراد‏.‏

    والرابع‏:‏ أنه عماد وما بعده هو الضمير وقد غلط من زعم أنه مشتق وفيه سبع لغات قرئ بها بتشديد الياء وتخفيفها مع الهمزة وإبدالها هاء مكسورة ومفتوحة هذه ثمانية يسقط منها بفتح الهاء مع التشديد‏.‏

    أيان اسم استفهام وإنما يستفهم به عن الزمان المستقبل كما جزم به ابن مالك وأبوحيان ولم يذكر فيه خلافاً‏.‏

    وذكر صاحب إيضاح المعاني مجيئها للماضي‏.‏

    وقال السكاكي‏:‏ لا تستعمل إلا في مواضع التفخيم نحو {أيان مرساها}‏.‏

    أيان يوم الدين والمشهور عند النحاة أنها كمتى تستعمل في التفخيم وغيره‏.‏

    وقال بالأول من النحاة علي بن عيسى الربعي وتبعه صاحب البسيط فقال‏:‏ إنما تستعمل في الاستفهام عن الشيء المعظم أمره‏.‏

    وفي الكشاف‏:‏ قيل إنها مشتقة من أيان فعلان منه لأن معناه‏:‏ أي وقت وأي فعل من أويت إليه لأن البض أوى إلى الكل ومتساند بدله وهوبعيد‏.‏

    وقيل أي أوإن حذفت الهمزة من أوان والياء الثانية من أي وقلبت الواوياء وأدغمت الساكنة فيها وقرئ بكسر همزتها‏.‏

    أين اسم استفهام عن المكان نحو {فأين تذهبون} ويرد شرطاً عاماً في الأمكنة وأينما أعم منها الباء المفردة حرف جر له معان أشهرها الإلصاق ولم يذكر لها سيبويه غيره‏.‏

    وقيل إنه لا يفارقها‏.‏

    قال في شرح اللب‏:‏ وهوتعلق أحد المعنيين بالآخر ثم قد يكون حقيقة نحو {وامسحوا برؤوسكم} أي ألصقوا المسح برؤوسكم فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه وقد يكون مجازاً نحو وإذا مروا بهم أي المكان يقربون منه‏.‏

    الثاني‏:‏ التعدية كالهمزة نحو ذهب الله بنوركم ولوشاء الله لذهب بسمعهم أي أذهبه كما قال ليذهب عنكم الرجس وزعم المبرد والسهيلي أن بين تعدية الباء والهمزة فرقاً وأنك إذا قلت ذهبت بزيد كنت مصاحباً له في الذهاب ورد بالآية‏.‏

    الثالث‏:‏ الاستعانة وهي الداخلة على آلة الفعل كباء البسملة‏.‏

    الرابع‏:‏ السببية وهي التي تدخل على سبب الفعل نحو {فكلا أخذنا بذنبه} {ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل} ويعبر عنها أيضاً بالتعليل‏.‏

    الخامس‏:‏ المصاحبة كمع نحو {اهبط بسلام}{جاءكم الرسول بالحق}{فسبح بحمد ربك} السادس‏:‏ الظرفية كفى زماناً ومكاناً نحو نجيناهم بسحر نصركم الله ببدر‏.‏

    السابع‏:‏ الاستعلاء كعلى نحو من أن تأمنه بقنطار أي عليه بدليل إلا كما أمنتكم على أخيه‏.‏

    الثامن‏:‏ المجاوزة كعن نحو فاسئل به خبيراً أي عنه بدليل يسئلون عن أنبائكم ثم قيل يختص بالسؤال وقيل لا نحو يسعى نورهم بين بأيديهم وبأيمانهم أي وعن أيمانهم ويوم تشقق السماء بالغمام أي عنه‏.‏

    التاسع‏:‏ التبعيض كمن نحو {عينا يشرب بها عباد الله} أي منها‏.‏

    العاشر‏:‏ الغاية كإلى نحو وقد أحسن بي إي إلي‏.‏

    الحادي عشر‏:‏ المقابلة وهي الداخلة على الإعواض نحو {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} وإنما لم تقدرها بالسببية كما قال المعتزلة لأن المعطي بعوض قد يعطي مجاناً وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب‏.‏

    الثاني عشر‏:‏ التوكيد وهي الزائدة فتزاد في الفاعل وجوباً في نحو اسمع بهم وأبصر وجوازاً غالباً في نحو كفى بالله شهيداً فإن الاسم الكريم فاعل وشهيداً نصب على الحال أوالتمييز والباء زائدة ودخلت لتأكيد الاتصال لأن الاسم في قوله ‏كفى بالله متصل بالفعل اتصال الفاعل‏.‏

    قال ابن الشجري‏:‏ وفعل ذلك إيذاناً بأن الكفاية من الله ليس كالكفاية من غيره في معظم المنزلة فضوعف لفظها لتضاعف معناها‏.‏

    وقال الزجاج‏:‏ دخلت لتضمن كفى معنى اكتفى‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ وهومن الحسن بمكان‏.‏

    وقيل الفاعل مقدر والتقدير‏:‏ كفى الاكتفاء بالله فحذف المصدر وبقي معموله دالاً عليه ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى وفي نحو فسيكفيكم الله {وكفى الله المؤمنين القتال} وفي المفعول نحو ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة {وهزي إليك بجذع النخلة} {فليمدد بسبب إلى السماء} {ومن يرد فيه بإلحاد} وفي المبتدأ نحو {أيكم المفتون} أي أيكم‏.‏

    وقيل هي ظرفية‏:‏ أي في أي طائفة منكم وفي اسم ليس في قراءة بعضهم {ليس البر أن تولوا} بنصب البر وفي الخبر المنفي نحو وما الله بغافل قيل‏:‏ والموجب وخرج عليه وجزاء سيئة بمثلها وفي التوكيد‏:‏ وجعل منه يتربصن بأنفسهن‏.‏

    فائدة اختلف في الباء من قوله {وامسحوا برؤوسكم} فقيل للإلصاق‏.‏

    وقيل للتبعيض وقيل زائدة وقيل للاستعانة وإن في الكلام حذفاً وقلباً فإن مسح يتعدى إلى المزال عنه بنفسه وإلى المزيل بالباء فالأصل‏:‏ امسحوا رؤوسكم بالماء‏.‏

    بل حرف إضراب إذا تلاها جملة ثم تارة يكون معنى الإضراب الإبطال لما قبلها نحو وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون أي بل هم عباد أم يقولون به جنة بل جاءهم الحق وتارة يكون معناه الانتقال من غرض إلى آخر نحو {ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا} فما قبل بل فيه على حاله وكذا قد أفلح من تزكى‏.‏

    وذكر اسم ربه فصلى‏.‏

    بل تؤثرون الحياة الدنيا وذكر ابن مالك في شرح كافيته أنها لا تقع في القرآن إلا على هذا الوجه ووهمه ابن هشام‏.‏

    وسبق ابن مالك إلى ذلك صاحب البسيط ووافقه ابن الحاجب فقال في شرح المفصل‏:‏ إبطال الأول وإثباته للثاني إن كان في الإثبات من باب الغلط فلا يقع مثله في القرآن انتهى‏.‏

    أما إذا تلاها مفرد فهي حرف عطف ولم يقع في القرآن كذلك‏.‏

    بلى حرف أصلي الألف وقيل الأصل بل والألف زائدة وقيل هي للتأنيث بدليل إمالتها ولها موضعان‏:‏ أحدهما‏:‏ أن تكون رداً لنفي يقع قبلها نحو‏:‏ ما كنا نعمل من سوء بلى أي عملتم بالسوء لا يبعث الله من يموت بلى‏:‏ أي يبعثهم {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن} وقالوا‏:‏ ليس علينا في الأميين سبيل‏.‏

    ثم قال‏:‏ بلى عليهم سبيل‏.‏

    وقالوا‏:‏ {لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أونصارى}‏.‏

    ثم قال‏:‏ بلى يدخلها غيرهم‏.‏

    وقالوا‏:‏ {لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}‏.‏

    ثم قال‏:‏ بلى تمسهم ويخلدون فيها‏.‏

    الثاني‏:‏ أن تقع جواباً لاستفهام دخل على نفي فتفيد إبطاله سواء كان الاستفهام حقيقياً نحو أليس زيد بقائم فيقول بلى‏.‏

    أوتوبيخاً نحو ألست بربكم قالوا لست ربنا بخلاف بلى فإنها لإبطال النفي فالتقدير‏:‏ أنت ربنا‏.‏

    ونازع في ذلك السهيلي وغيره بأن الاستفهام التقريري خبر موجب ولذلك منع سيبويه من جعل أم متصلة من قوله ‏‏{أفلا تبصرون أم أنا خير} لأنها لا تقع بعد الإيجاب وإذا ثبت أنه إيجاب فنعم بعد الإيجاب تصديق له‏.‏

    انتهى قال ابن هشام‏:‏ ويشكل عليهم أن بلى الإيجا اتفاقاً‏.‏
    بئس فعل لإنشاء الذم لا يتصرف‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 2:56 pm