البوصلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي راقي جدا


    تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    avatar
    tarek
    Admin


    المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 27/06/2010
    الموقع : ام الدنيا

    تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر  Empty تابع الجزء الثامن والثلاثون باقى النوع الأربعون في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسر

    مُساهمة  tarek الخميس يوليو 15, 2010 2:41 am

    بئس فعل لإنشاء الذم لا يتصرف‏.‏

    بين قال الراغب‏:‏ هي موضوعة للخلل بين الشيئين ووسطهما‏.‏

    قال تعالى وجعلنا بينهما رزعاً وتارة تستعمل ظرفاً وتارة اسماً فمن الظرف لا تقدموا بين يدي الله ورسوله فقدموا بين يدي نجواكم صدقة فاحكم بيننا بالحق ولا تستعمل إلا فيما له مسافة نحوالبلدين أوله عدد ما اثنان فصاعداً نحو بين الرجلين وبين القوم ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرر نحو ومن بيننا وبينك حجاب فاجعل بيننا وبينك موعداً وقرئ قوله تعالى لقد تقطع بينكم بالنصب على أنه ظرف وبالرفع على أنه اسم مصدر بمعنى الوصل ويحتمل الأمرين قوله تعالى ذات بينكم وقوله {‏فلما بلغا مجمع بينهما} أي فراقهما‏.‏

    التاء حرف جر معناه القسم يختص بالتعجب وباسم الله تعالى‏.‏

    قال في الكشاف في قوله ‏‏{وتالله لأكيدن أصنامكم} الباء أصل أحرف القسم والواوبدل منها والتاء بدل من الواو وفيها زيادة معنى التعجب كأنه تعجب من تسهل الكيد على يديه وتأتيه مع عتونمروذ وقهره انتهى‏.‏

    تبارك فعل لا يستعمل إلا بلفظ الماضي ولا يستعمل إلا الله تعالى فعل لا يتصرف ومن ثم قيل إنه اسم فعل‏.‏

    ثم حرف يقتضي ثلاثة أمور‏:‏ التشريك في الحكم والترتيب والمهلة‏.‏

    وفي كل خلاف‏.‏

    أما التشريك فزعم الكوفيون والأخفش أنه قد يتخلف بأن تقع زائدة فلا تكون عاطفة ألبتة وخرجوا على ذلك حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم وأجيب بأن الجواب فيها مقدر‏.‏

    وأما الترتيب والمهلة فخالف قوم في اقتضائها إياه وربما تمسك بقوله ‏‏{خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها} زوجاً {بدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه} {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} والاهتداء سابق على ذلك ذلكم وصاكم به لعلكم تهتدون ثم آتينا موسى الكتاب وأجيب عن الكل بأن ثم فيها للترتيب الإخباري لا لترتيب الحكم‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ وغير هذا الجواب أنفع منه لأنه يصح الترتيب فقط لا المهلة إذ لا تراخي بين الإخبارين‏.‏

    والجواب المصحح لهما ما قيل في الأولى‏:‏ إن العطف على مقدر‏:‏ أي من نفس واحدة أنشأها ثم جعل منها زوجها‏.‏

    وفي الثانية أن سواه عطف على الجملة الأولى لا الثانية‏.‏

    وفي الثالثة أن المراد ثم دام على الهداية‏.‏

    وفي الرابعة فائدة‏:‏ أجرى الكوفيون ثم مجرى الفاء والواوفي جواز نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشرط وخرج عليه قراءة الحسن ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت بنصب يدركه‏.‏

    ثم بالفتح تسم يشار به إلى المكان البعيد نحو وأزلفنا ثم الآخرين وهوظرف لا يتصرف فلذلك غلظ من أعربه مفعولاً لرأيت في قوله ‏‏وإذا رأيت ثم وقرئ فإلينا مرجعهم ثم الله أي هنالك الله شهيد بدليل هنالك الولاية لله الحق وقال الطبراني في قوله ‏‏{أثم إذا ما وقع آمنتم به} معناه هنالك وليست ثم العاطفة وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة‏.‏

    وفي التوشيح لخطاب‏:‏ ثم ظرف فيه معنى الإشارة إلى حيث لأنه هوفي المعنى‏.‏

    جعل قال الراغب‏:‏ لفظ عام في الأفعال كلها وهوأعم من فعل وصنع سائر وأخواتها ويتصرف على خمسة أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ يجري مجرى صار وطفق ولا يتعدى نحو‏:‏ جعل زيد يقول كذا‏.‏

    والثاني‏:‏ مجرى أوجد فتتعدى لمعمول واحد نحو {وجعل الظلمات والنور}‏.‏

    والثالث‏:‏ في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه نحو {جعل لكم من أنفسكم أزواجاً}‏.‏

    وجعل لكم من الجبال أكناناً ‏.‏

    والرابع في تصيير الشيء على حالة دون حالة نحو {الذي جعل لكم الأرض فراشاً}‏.‏

    وجعل القمر فيهن نوراً والخامس‏:‏ الحكم بالشيء على الشيء حقاً كان نحو وجاعلوه من المرسلين أوباطلاً نحو ويجعلون الله البنات الذين جعلوا القرآن عضين‏.‏

    حاشى اسم بمعنى التنزيه في قوله تعالى {حاشى لله ما علمنا عليه من سوء} {حاشى لله ما هذا بشر} إلا فعل ولا حرف بدليل قراءة بعضهم حاشى الله بالتنوين كما يقال براءة الله‏.‏

    وقراءة ابن مسعود‏:‏ حاشى الله بالإضافة كمعاذ الله وسبحان الله ودخولها على اللام في قراءة السبعة والجار لا يدخل على الجار إنما ترك التنوين في قراءتهم لبنائها لشبهها بحاشى الحرفية لفظاً‏.‏

    وزعم قوم أنها اسم فعل معناها أتبر وتبرأت لبنائها‏.‏

    ورد بإعرابها في بعض اللغات‏.‏

    وزعم المبرد وبن جني أنها فعل وأن المعنى في الآية جانب يوسف المعصية لأجل الله وهذا التأويل لا يتأتى في الآية الأخرى‏.‏

    وقال الفارسي‏:‏ حاشى‏:‏ فعل من الحشاء وهوالناحية‏:‏ أي صار في ناحية‏:‏ أي بعد مما رمى به وتنحى عنه فلم يغشه ولم يلابسه ولم يقع في القرآن حاشى إلا استثنائية‏.‏

    حتى حرف لانتهاء الغاية كإلى لكن يفترقان في أمور‏:‏ فتنفرد حتى بأنها لا تجر إلا الظاهر وإلا الآخر المسبوق بذي أجزاء والملاقي له نحو {سلام هي حتى مطلع الفجر} وإنها لإفادة تقتضي الفعل قبلها شيئاً فشيئاً وإنها لا يقابل بها ابتداء الغاية وإنها يقع بعدها المضارع المنصوب بأن المقدرة ويكونان في تأويل مصدر مخفوض‏.‏

    ثم لها حينئذ ثلاثة معان‏:‏ مرادفة إلى نحو {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} أي إلى رجوعه‏.‏

    ومرادفة كي التعليلية نحو {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم} {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} وتحتملهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى أمر الله‏.‏

    ومرادفة إلا في الاستثناء وجعل منه ابن مالك وغيره وما يعلمان من أحد حتى يقولا‏.‏

    مسئلة متى دل دليل على دخول الغاية التي بعد إلى وحتى في حكم ما قبلها أوعدم دخولها فواضح أن يعمل به‏.‏

    فالأول نحو {وأيديكم إلى المرافق} {وأرجلكم إلى الكعبين} دلت السنة على دخول المرافق والكعبين في الغسل‏.‏

    والثاني نحو {ثم أتموا الصيام إلى الليل} دل النهي عن الوصال على عدم دخول الليل في الصيام فنظر إلى ميسرة فإن الغاية لودخلت هنا ولوجب الإنظار حال اليسار أيضاً وذلك يؤدي إلى عدم المطالبة وتفويت حق الدائم‏.‏

    وإن لم يدل دليل على واحد منهما ففيها أربعة أقوال‏.‏

    أحدها وهوالأصح‏:‏ تدخل مع حتى دون إلى حملا على الغالب في البابين لأن الأكثر مع القرينة عدم الدخول مع إلى والدخول مع حتى فوجب الحمل عليه عند التردد‏.‏

    والثاني‏:‏ يدخل فيهما عليه‏.‏

    والثالث‏:‏ لا فيهما‏.‏

    واستدل للقولين في استواءهما بقوله ‏فمتعناهم إلى حين وقرأ ابن مسعود حتى حين‏.‏

    تنبيه ترد حتى ابتدائية‏:‏ أي حرفاً يبتدأ بعده الجمل فيدخل على الاسمية والفعلية المضارعية والماضوية نحو حتى يقول الرسول بالرفع حتى عفوا وقالوا {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر} وادعى ابن مالك أنها في الآيات جارة لإذا ولأن مضمرة في الآيتين والأكثرون على خلافه وترد عاطفة ولا أعلمه في القرآن لأن العطف بها قليل جداً ومن ثم أنكره الكوفيين البتة‏.‏

    فائدة إبدال حاثها عينا لغة هذيل وبها قرأ ابن مسعود‏.‏

    حيث ظرف مكان‏.‏

    قال الأخفش‏:‏ وترد للزمان مبنية على الضم تشبيها بالغايات فإن الإضافة إلى الجمل كلا إضافة ولهذا قال الزجاج في قوله ‏‏{من حيث لا ترونهم} ما بعد حيث صلة وليست بمضافة إليه‏:‏ يعني أنها غير مضافة للجملة بعدها فصارت كالصلة لها‏:‏ أي كالزيادة وليست جزءاً منها‏.‏

    وفهم الفارسي أنه أراد أنها موصولة فرد عليه‏.‏

    ومن العرب من يعربها ومنهم من يبنيها على الكسر بالتقاء الساكنين وعلى الفتح للتخفيف ويحتملهما قراءة من قرأ {من حيث لا يعلمون} بالكسر والله أعلم حيث يجعل رسالاته بالفتح والمشهور أنها لا تتصرف وجوز قوم في الآية الأخيرة كونها مفعولاً به على السعة‏.‏

    قال‏:‏ ولا يكون ظرفاً لأنه تعالى لا يكون في مكان أعلم منه في مكان ولأن المعنى‏:‏ الله يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة لا شيئاً في المكان وعلى هذا فالناصب لها يعلم محذوفاً مدلولاً عليه بأعلم لا به لأن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به إلا أولته بعالم‏.‏

    وقال أبوحيان‏:‏ الظاهر إقرارها على الظرفية المجازية وتضمين أعلم معنى ما يتعدى إلى الظرف فالتقدير‏:‏ الله أنفذ علماً حيث يجعل‏:‏ أي هونافذ العلم في هذا الموضع‏.‏

    دون ترد ظرفاً نقيض فوق فلا تتصرف على المشهور وقيل تتصرف‏.‏

    وبالوجهين قرئ ومنادون ذلك بالرفع والنصب‏.‏

    وترد اسماً بمعنى غير نحو {اتخذوا من دونه آلهة} أي غيره‏.‏

    وقال الزمخشري‏:‏ معناه أدنى مكان من الشيء‏.‏

    وتستعمل للتفاوت في الحال نحو‏:‏ زيد دون عمر‏.‏

    أي في الشرف والعلم واتسع فيه فاستعمل في تجاوز حد نحو {أولياء من دون المؤمنين} أي لا تجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين‏.‏

    ذواسم بمعنى صاحب وضع للتوصل إلى وصف الذوات بأسماء الأجناس كما أن الذي وضع صلة إلى وصف المعارف بالجمل ولا يستعمل إلا مضافاً ولا يضاف إلى ضمير ولا مشتق‏.‏

    وجوزه بعضهم وخرج عليه قراءة ابن مسعود وفوق كل ذي عالم عليم وأجاب الأكثرون عنها بأن العالم هنا مصدر كالباطن أوبأن ذي زائدة‏.‏

    قال السهيلي‏:‏ والوصف بذوأبلغ من الوصف بصاحب والإضافة بها أشرف فإن ذومضاف للتابع وصاحب مضاف إلى المتبوع تقول‏:‏ أبوهريرة صاحب النبي ولا تقول‏:‏ النبي صاحب أبي هريرة‏.‏

    وأما ذوفإنك تقول‏:‏ ذوالمال وذوالعرش فتجد الاسم الأول متبوعاً غير تابع وبنى على هذا الفرق أنه تعالى قال في سورة الأنبياء وذا النون فأضافه إلى النون وهوالحوت‏.‏

    وقال في سورة ن ولا تكن كصاحب الحوت قال‏:‏ والمعنى واحد لكن بين اللفظين تفاوت كثير في حسن الإشارة إلى الحالتين فإنه حين ذكره في معرض الثناء عليه أتى بذا لأن الإضافة بها شرف وبالنون لأن لفظه أشرف من لفظ الحوت لوجوده في أوائل السور وليس في لفظ الحوت ما يشرفه بذلك فأتى به وصاحب حين ذكره في معرض النهي عن أتباعه‏.‏

    رويد اسم لا يتكلم به إلا مصغراً مأموراً به وهوتصغير رود وهوالمهل‏.‏

    رب حرف في معناه ثمانية أقوال‏:‏ أحدها‏:‏ إنها للتقليل دائماً وعليه الأكثرون‏.‏

    الثاني‏:‏ للتكثير دائماً كقوله تعالى ربما يود اللذين كفروا لوكانوا مسلمين فإنه يكثر منهم تمني ذلك‏.‏

    وقال الأولون‏:‏ هم مشغولون بغمرات الأهوال فلا يفيقون بحيث يتمنون ذلك إلا قليلاً‏.‏

    الثالث‏:‏ أنها لهما على السواء‏.‏

    الرابع‏:‏ التقليل غالباً والتكثير نادراً وهواختياري‏.‏

    الخامس عكسه‏.‏

    السادس‏:‏ لم توضع لواحد منهما بل هي حرف إثبات لا يدل على تكثير ولا تقليل وإنما يفهم ذلك من خارج‏.‏

    السابع‏:‏ للتكثير في موضع المباهاة والافتخار وللتقليل فيما عداه‏.‏

    الثامن‏:‏ لمبهم العدد تكون تقليلاً وتكثيراً وتدخل عليها ما فتكفها عن عمل الجر وتدخلها على الجمل والغالب حينئذ دخولها على الفعلية الماضي فعلها لفظاً ومعنى ومن دخولها على المستقبل الآية السابقة‏.‏

    وقيل إنه حد ونفخ في الصور‏.‏

    السين حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال ويتنزل منه منزلة الجزء فلذا لم تعمل فيه‏.‏

    وذهب البصريون إلى أن مدة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف‏.‏

    وعبارة المعربين حرف تنفيس ومعناها حرف توسع لأنها نقلت المضارع من الزمن الضيق وهوالحال إلى الزمن الواسع وهوالاستقبال‏.‏

    وذكر بعضهم أنها قد تأتى للاستمرار للاستقبال كقوله تعالى {ستجدون آخرين}‏ الآية {سيقول السفهاء}‏ الآية لأن ذلك إنما نزل بعد قولهم ما ولاهم فجاءت السين إعلاماً بالاستمرار لا بالاستقبال‏.‏

    قال ابن هشام‏:‏ وهذا لا يعرفه النحويون بل الاستمرار مستفاد من المضارع والسين باقية على الاستقبال إذ الاستمرار إنما يكون في المستقبل‏.‏

    قال‏:‏ وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على فعل محبوب أومكروه أفادت أنه واقع لا محالة ولم أر من فهم وجه ذلك‏.‏

    ووجه أنها تفيد الوعد بحصول الفعل فدخولها على ما يفيد الوعد أوالوعيد مقتض لتوكيده وتثبيت معناه وقد أومأ إلى ذلك في سورة البقرة فقال فسيكفيكم الله معنى السين أن ذلك كائن لا محالة وإن تأخر إلى حين وصرح به في سورة براءة فقال في قوله ‏{أولئك سيرحمهم الله} السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد في قوله‏:‏ سأنتقم منك‏.‏

    سف كالسين وأوسع زماناً منها عند البصريين لأن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى ومرادفة لها عند غيرهم‏.‏

    وتنفرد عن السين بدخول اللام عليها نحو ولسوف يعطيك قال أبوحيان‏:‏ وإنما امتنع إدخال اللام على السين كراهة توالي الحركات كسيتدحرج ثم طرد الباقي‏.‏

    قال ابن بابشاذ‏:‏ والغالب على سوف استعمالها في الوعيد والتهديد وعلى السين استعمالها في الوعد وقد تستعمل في الوعد والسين في الوعيد‏.‏

    سواء تكون بمعنى مستوي فتقصر مع الكسر نحو {مكاناً سوى} وتمد مع الفتح نحو سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم وبمعنى الوصل فيمد مع الفتح في نحو في سواء الجحيم وبمعنى التمام فكذلك نحو {في أربعة أيام سواء} أي تماماً ويجوز أن يكون منه واهدنا إلى سواء الصراط ولم ترد في القرآن بمعنى غير وقيل ورداً وجعل منه في البرهان فقد ضل سواء السبيل وهووهم وأحسن منه قول الكلبي في قوله تعالى {ولا أنت مكاناً سوى} أنها استثنائية والمستثنى محذوف‏:‏ أي مكاناً سوى هذا المكان حكاه الكرماني في عجائبه وقال‏:‏ فيه بعد لأنها لا تستعمل غير مضافة‏.‏

    ساء فعل للذم لا تتصرف‏.‏

    سبحان‏:‏ مصدر بمعنى التسبيح لازم النصب والإضافة إلى مفرد ظاهر نحو‏:‏ سبحان الله سبحان الذي أسرى أومضمر نحو سبحانه أن يكون له ولد {سبحانك لا علم لنا} وهومما أميت فعله‏.‏

    وفي العجائب للكرماني‏:‏ من الغريب ما ذكره المفصل أنه مصدر سبح إذا رفع صوته بالدعاء والذكر وأنشد‏:‏ قبح الإله وجوه تغلب كلما سبح الحجيج وكبروا إهلالاً أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏سبحان الله قال‏:‏ تنزيه الله نفسه عن السوء‏.‏

    ظن أصله للاعتقاد الراجح كقوله تعالى إن ظنا أن يقيما حدود الله وقد تستعمل بمعنى اليقين كقوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم‏.‏

    أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد قال‏:‏ كل ظن في القرآن يقين وهذا مشكل بكثير من الآيات لم تستعمل فيها بمعنى اليقين كالآية الأولى‏.‏

    وقال الزركشي في البرهان‏:‏ للفرق بينهما في القرآن ضابطان‏.‏

    أحدهما‏:‏ أنه حيث وجد الظن محموداً مثاباً عليه فهواليقين وحيث وجد مذموماً متوعداً عليه بالعقاب فهوالشك‏.‏

    والثاني‏:‏ أن كل ظن يتصل بعده أن الخفيفة فهوشك نحو بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول وكل ظن يتصل به أن المشددة فهو يقين كقوله ‏{إني ظننت أني ملاق حسابيه} وظن أنه الفراق وقرئ‏:‏ وأيقن أنه الفراق‏.‏

    والمعنى من ذلك أن المشددة للتأكيد فدخلت على اليقين والخفيفة بخلافها فدخلت في الشك ولهذا دخلت الأولى في العلم نحو فاعلم أنه لا إله إلا الله وعلم أن فيكم ضعفاً والثانية في الحسبان نحو وحسبوا أن لا تكون فتنة ذكر ذلك الراغب في تفسيره وأورد على هذا الضابط وظنوا أن لا ملجأ من الله‏.‏

    وأجيب بأنها هنا اتصلت بالاسم وهوملجأ وفي الأمثلة السابقة اتصلت بالفعل ذكره في البرهان‏.‏

    قال‏:‏ فتمسك بهذا الضابط فهومن أسرار القرآن‏.‏

    وقال ابن الأنباري‏:‏ قال ثعلب‏:‏ العرب تجعل الظن علماً وشكا وكذباً فإن قامت براهين العلم فكانت اكبر من براهين الشك فالظن يقين وإن اعتدلت براهين اليقين وبراهين الشك فالظن شك وإن زادت براهين الشك على براهين اليقين فالظن كذب قال الله تعالى إن هم إلا يظنون أراد‏:‏ يكذبون انتهى‏.‏

    على حرف جر له معان‏:‏ أشهرها الاستعلاء حساً ومعنى نحو وعليها وعلى الفلك تحملون كل من عليها فإن فضلنا بعضهم على بعض ولهم على ذنب ثانيهم‏:‏ للمصاحبة كمع نحو وآتي المال على حبه أي مع حبه وإن ربك لذومغفرة للناس على ظلمهم ثالثها‏:‏ الابتداء كمن نحو إذا اكتالوا على الناس أي من الناس لفروجهم حافظون إلا عند أزواجهم أي منهم بدليل احفظ عورتك إلا من زوجتك‏.‏

    رابعها‏:‏ التعليل كاللام نحو {ولتكبروا الله على ما هداكم} أي لهدايته إياكم‏.‏

    خامسها‏:‏ الظرفية كفى نحو {دخل المدينة على حين غفلة من أهلها} أي في حين واتبعوا ما تتلوالشياطين على ملك سليمان أي في زمن ملكه‏.‏

    سادسها‏:‏ معنى الباء نحو‏:‏ حقيق على أن لا أقول‏:‏ أي بأن كما قرأ أبيّ‏.‏

    فائدة هي في نحو وتوكل على الحي الذي لا يموت بمعنى الإضافة والإسناد‏:‏ أي أضف توكلك وأسنده إليه كذا قيل‏.‏

    وعندي أنها فيه بمعنى باء الاستعانة وفي نحو {كتب على نفسه الرحمة} لتأكيد التفضل لا الإيجاب والاستحقاق وكذا في نحو ثم إن علينا حسابهم لتأكيد المجازاة‏.‏

    قال بعضهم‏:‏ وإذا ذكرت النعمة في الغالب مع الحمد لم تقترن بعلى وإذا أريدت النعمة أتى بها ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يعجبه قال الحمد لله بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال‏:‏ الحمد لله على كل حال‏.‏

    تنبيه ترد على اسماً فيما ذكره الأخفش إذا كان مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد نحو {أمسك عليك زوجك} لما تقدمت الإشارة إليه في إلى وترد فعلاً من العلوومنه إن فرعون عن حرف جر له معان‏.‏

    أشهرها المجاوزة نحو فليحذر الذين يخالفون أمره عن أمره أي يجاوزونه ويبعدون عنه‏.‏

    ثانيها‏:‏ البدل نحو لا تجزي نفس عن نفس شيئاً‏.‏

    ثالثها‏:‏ التعليل نحو {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة} ما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك أي لقولك‏.‏

    رابعها‏:‏ بمعنى على نحو فإنما يبخل عن نفسه أي عليها‏.‏

    خامسها‏:‏ بمعنى من نحو {يقبل التوبة عن عباده} أي منهم بدليل فتقبل من أحدهما سادسها‏:‏ بمعنى بعد نحو {يحرفون الكلم عن مواضعه} بدليل أن في آية أخرى من بعد مواضعه لتركبن طبقاً عن طبق أي حالة بعد حالة‏.‏

    تنبيه ترد اسماً إذا دخل عليها من وجعل منه ابن هشام ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قال‏:‏ فتقدر معطوفة على مجرور من لا على من ومجرورها‏.‏

    عسى فعل جامد لا يتصرف ومن ثم ادعى قوم أنه حرف ومعناه الترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه وقد اجتمعا في قوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم} قال ابن فارس‏:‏ وتأتي للقرب والدنونحو قل عسى أن يكون ردف لكم وقال الكسائي‏:‏ كل ما في القرآن من عسى على وجه الخبر فهوموحد كالآية السابقة ووجه على معنى عسى الأمر أن يكون كذا وما كان على الاستفهام فإنه يجمع نحو فهل عسيتم إن توليتم قال أبو عبيدة‏:‏ معناه هل عرفتم ذلك وهل أخبرتموه‏.‏

    وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي وغيرهما عن ابن عباس قال‏:‏ كل عسى في القرآن فهي واجبة‏.‏

    وقال الشافعي‏:‏ يقال عسى من الله واجبة‏.‏

    وقال ابن الأنباري‏:‏ عسى في القرآن واجبة إلا في موضعين‏.‏

    أحدهما عسى ربكم أن يرحمكم يعني بني النضير فما رحمهم الله بل قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوقع عليهم العقوبة‏.‏

    والثاني {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً} فلم يقع التبديل‏.‏

    وأبطل بعضهم الاستثناء وعمم القاعدة لأن الرحمة كانت مشروطة بأن لا يعودوا كما قال وإن عدتم عدنا وقد عادوا فوجب عليهم العذاب‏.‏

    والتبديل مشروطاً بأن يطلق ولم يطلق فلا يجب‏.‏

    وفي الكشاف في سورة التحريم‏:‏ عسى إطماع من الله تعالى لعباده‏.‏

    وفيه وجهان‏.‏

    أحدهما‏:‏ أن يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الإجابة بلعل وعسى ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت‏.‏

    والثاني‏:‏ أن يكون جيء به تعليماً للعباد أن يكونوا بين الخوف والرجاء‏.‏

    وفي البرهان‏:‏ عسى ولعل من الله واجبتان وإن كانتا رجاء وطمعاً في كلام المخلوقين لأن الخلق هم الذين يعرض لهم الشكوك والظنون والباري منزه عن ذلك‏.‏

    والوجه في استعمال هذه الألفاظ أن الأمور الممكنة لما كان الخلق يشكون فيها ولا يقطعون على الكائن منها والله يعلم الكائن منها على الصحة صارت لها نسبتان‏:‏ نسبة إلى الله تسمى نسبة قطع ويقين ونسبة إلى المخلوقين تسمى نسبة شك وظن فصارت هذه الألفاظ لذلك ترد تارة بلفظ القطع بحسب ما هي عليه عند الله تعالى نحو فسوف يأتي بقوم يحبهم ويحبونه وتارة بلفظ الشك بحسب ما هي عليه عند الخلق نحو فعسى الله أن يأتي بالفتح أوأمر من عنده فقولا له قولاً ليناً يتذكر أويخشى وقد علم الله حال إرسالهما ما يفضي إليه حال فرعون لكن ورد اللفظ بصورة ما يختلج في نفس موسى وهارون من الرجاء والطمع ولما نزل القرآن بلغة العرب جاء على مذاهبهم في ذلك والعرب قد تخرج الكلام المتيقن في صورة المشكوك لأغراض‏.‏

    وقال ابن الدهان‏:‏ عسى فعل ماضي اللفظ والمعنى لأنه طمع قد حصل في شيء مستقبل‏.‏

    وقال قوم‏:‏ ماضي اللفظ مستقبل المعنى لأنه إخبار عن طمع يريد أن يقع‏.‏

    تنبيه وردت في القرآن على وجهين‏.‏

    أحدهما‏:‏ رافعة لاسم صريح بعده فعل مضارع مقرون بأن والأشهر في إعرابها حينئذ أنها فعل ماض ناقص عامل عمل كان فالمرفوع اسمها وما بعده الخبر‏.‏

    وقيل معتد بمنزلة قارب معنى وعملاً أوقاصراً بمنزلة قرب من أن يفعل وحذف الجار توسعاً وهورأي سيبويه والمبرد‏.‏

    وقيل قاصر بمنزلة قرب وأن يفعل بدل اشتمال من فاعلها‏.‏

    الثاني أن يقع بعدها أن والفعل‏.‏

    فالمفهوم من كلامهم أنها حينئذ تامة‏.‏

    وقال ابن مالك‏:‏ عندي أنها ناقصة أبداً وإن وصلتها سدت مسد الجزأين كما في أحسب الناس أن يتركوا‏.‏

    عند ظرف مكان تستعمل في الحضور والقرب سواء كانا حسيين نحو فلما رآه مستقراً عنده عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى أومعنويين نحو قال الذي عنده علم من الكتاب وإنهم عندنا لمن المصطفين في مقعد صدق مليك أحياء عند ربهم ابن لي عندك بيتاً في الجنة فالمراد في هذه الآيات قرب التشريف ورفعة المنزلة ولا تستعمل إلا ظرفاً أومجرورة بمن خاصة نحو فمن عندك ولما جاءهم رسول من عند الله وتعاقبها لدى ولدن نحو لدى الحناجر لدى الباب وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون وقد اجتمعتا في قوله {آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً} ولوجيء فيهما بعند ولدن صح لكن ترك دفعاً للتكرار وإنما حين تكرار لدى في وما كنت لديهم لتباعد ما بينهما‏.‏

    وتفارق عند ولدى لدن من ستة أوجه‏:‏ فعند ولدى تصلح في محل ابتداء غاية وغيرها ولا تصلح لدن إلا في ابتداء غاية‏.‏

    وعند ولدي يكونان فضلة نحو {وعندنا كتاب حفيظ} {ولدينا كتاب ينطق بالحق} ولدن لا يكون فضلة وجر لدن بمن أكثر من نصبها حتى أنها لم تجيء في القرآن منصوبة وجر عند كثير وجر لدي ممتنع‏.‏

    وعنه ولدى يعربان ولدن مبنية في لغة الأكثرين ولدن قد لا تضاف وقد تضاف للجملة بخلافهما‏.‏

    وقال الراغب‏:‏ لدن أخص من عند وأبلغ لأنه يدل على ابتداء نهاية الفعل انتهى‏.‏

    وعند أمكن من لدن من وجهين‏:‏ أنها تكون ظرفاً للأعيان والمعاني بخلاف لدى وعند تستعمل في الحاضر والغائب ولا تستعمل لدى إلا في الحاضر ذكرهما ابن غير اسم ملازم للإضافة والإبهام فلا تتعرف ما لم تقع بين ضدين ومن ثم جاز وصف المعرفة بها في قوله ‏{غير المغضوب عليهم} والأصل أن تكون وصفاً للنكرة نحو نعمل صالحاً غير لذي كنا نعمل وتقع حالاً إن صلح موضعها لا واستثناء إن صلح موضعها إلا فتعرب بإعراب الاسم التالي إلا في ذلك الكلام‏.‏

    وقرئ قوله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} بالرفع على أنها صفة للقاعدون أواستثناء وأبدل على حد ما فعلوه إلا قليل وبالنصب على الاستثناء وبالجر خارج السبعة صفة للمؤمنين‏.‏

    وفي المفردات للراغب‏:‏ غير تقال على أوجه‏.‏

    الأول‏:‏ أن تكون للنفي المجرد من غير إثبات معنى به نحو مررت برجل غير قائم‏:‏ أي لا قائم قال تعالى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى‏.‏

    وهوفي الخصام غير مبين الثاني‏:‏ بمعنى إلا فيستثنى بها وتوصف به النكرة نحو ما لكم من إله غيره‏.‏

    هل من خالق غير الله‏.‏

    الثالث‏:‏ لنفي الصورة من غير مادتها نحو‏:‏ الماء حار غيره إذا كان بارداً ومنه قوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها‏.‏

    الرابع‏:‏ أن يكون ذلك متناولاً لذات نحو {تقولون على الله غير الحق}‏.‏

    أغير الله أبغي رباً ائت بقرآن غير هذا {ويستبدل قوماً غيركم} انتهى‏.‏

    الفاء ترد على أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ أن تكون عاطفة فتفيد ثلاثة أمور‏.‏

    أحدها‏:‏ الترتيب معنوياً كان نحو فوكزه موسى فقضى عليه أوذكريا وهوعطف مفصل على مجمل نحو {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} سألوا موسى اكثر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ونادى نوح ربه فقال رب‏(‏ الآية وأنكره‏:‏ أي الترتيب الفراء واحتج بقوله ‏‏{أهلكناها فجاءها بأسنا}‏.‏

    وأجيب بأن المعنى‏:‏ أردنا إهلاكها‏.‏

    ثانيها‏:‏ التعقيب وهوفي كل شيء بحسبه وبذلك تنفصل عن التراخي في نحو أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة {خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة}‏ الآية‏.‏

    ثالثها‏:‏ السببية غالباً نحو فوكزه موسى فقضى عليه فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون‏.‏

    فشاربون عليه من الحميم وقد تجيء لمجرد الترتيب نحو {فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين} فقربه إليهم فأقبلت امرأته في صرة فصكت فالزاجرات زجراً فالتاليات‏.‏

    الوجه الثاني‏:‏ أن تكون لمجرد السببية من غير عطف نحو {إنا أعطيناك الكوثر فصل} إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر وعكسه‏.‏

    الثالث‏:‏ أن تكون رابطة للجواب حيث لا يصلح لأن لا يكون شرطاً بأن كان جملة اسمية نحو إن تعذبهم فإنهم عبادك {وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير} أوفعلية فعلها جامد نحو {إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً} {فعسى ربي أن يؤتين} {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}{إن تبدوالصدقات فنعماً هي}{ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قرينا}ً أوإنشائي نحو إن كنتم تحبون الله فاتبعوني فإن شهدوا فلا تشهد معهم واجتمعت الاسمية والإنشائية في قوله ‏{إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين} أوماض لفظاً ومعنى نحو {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} أومقرون بحرف استقبال نحويرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم وما تفعلوا من خير فلن تكفروه وكما تربط الجواب بشرطه تربط شبه الجواب بشبه الشرط نحو {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين} إلى قوله ‏فبشرهم‏.‏

    الوجه الرابع‏:‏ أن تكون زائدة وحمل عليه الزجاج هذا فليذوقوه ورد بأن الخبر حميم وما بينهما معترض وخرج عليه الفارسي بل الله فاعبد وغيره {ولما جاءهم كتاب من عند الله} إلى قوله ‏فلما جاءهم ما عرفوا‏.‏

    الخامس‏:‏ أن تكون للاستئناف وخرج عليه كن فيكون بالرفع‏.‏

    في حرف جر له معان‏:‏ أشهرها الظرفية مكاناً أوزماناً نحو {غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون}‏.‏

    في بضع سنين حقيقة كالآية أومجازاً نحو ولكم في القصاص حياة لقد كان في يوسف وإخوته آيات{إنا لنراك في ضلال مبين} ثانيها‏:‏ المصاحبة كمع نحو ادخلوا في أمم أي معهم في تسع آيات‏.‏

    ثالثها‏:‏ التعليل نحو فذلكن الذي لمتنني فيه لمسكم فيما أفضتم فيه أي لأجله‏.‏

    رابعها‏:‏ الاستعلاء نحو {لأصلبنكم في جذوع النخل} أي عليها‏.‏

    خامسها‏:‏ معنى الباء نحو يذرؤكم فيه أي بسببه‏.‏

    سادسها‏:‏ معنى إلى نحو {فردوا أيديهم في أفواههم} أي إليها‏.‏

    سابعها‏:‏ معنى من {ويوم نبعث في كل أمة شهيداً} أي منهم بدليل الآية الأخرى‏.‏

    ثامنها‏:‏ معنى عن نحو {فهو في الآخرة أعمى} أي عنها وعن محاسنها‏.‏

    تاسعها‏:‏ المقايسة وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق نحو {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}‏.‏

    عاشرها‏:‏ التوكيد وهي الزائدة نحو {وقال اركبوا فيها} أي اركبوها بسم الله مجراها ومرساها‏.‏

    وقد حرف يختص بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من ناصب وجازم وحرف تنفيس ماضياً كان أومضارعاً‏.‏

    ولها معان‏:‏ التحقيق مع الماضي نحو {قد أفلح المؤمنون} {قد أفلح من زكاها} وهي في الجملة الفعلية المجاب بها القسم مثل إن واللام في الاسمية المجاب بها في إفادة التوكيد والتقريب مع الماضي أيضاً تقربه من الحال تقول‏:‏ قام زيد فيحتمل الماضي القريب والماضي البعيد‏.‏

    فإن قلت‏:‏ قد قام اختص بالقريب‏.‏

    قال النحاة‏:‏ وانبنى على إفادتها ذلك أحكام‏.‏

    منهما‏:‏ منع دخولها على ليس وعسى ونعم وبئس لأنهن للحال فلا معنى لذكر ما يقرب ما هوحاصل ولأنهن لا يفدن الزمان‏.‏

    ومنها‏:‏ وجوب دخولها على الماضي الواقع حالاً‏:‏ إما ظاهرة نحو وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا أومقدرة نحو هذه بضاعتنا ردت إلينا‏.‏

    أوجاءوكم حصرت صدورهم وخالف في ذلك الكوفيون والأخفش وقالوا‏:‏ لا يحتاج لذلك لكثرة وقوعه حالاً بدون قد‏.‏

    وقال السيد الجرجاني وشيخنا العلامة الكافيجي‏:‏ ما قاله البصريون غلط سبب اشتباه لفظ الحال عليهم فإن الحال الذي تقربه قد‏:‏ حال الزمان والحال المبين للهيئة حال الصفات وهما متغايرا المعنى‏.‏

    الثالث‏:‏ التقليل من المضارع‏.‏

    قال في المغنى‏:‏ وهوضربان‏:‏ تقليل وقوع الفعل نحو قد يصدق لكذوب وتقليل متعلقة نحو قد يعلم ما أنتم عليه أي أن ما هم عليه هوأقل معلوماته تعالى‏.‏

    قال‏:‏ وزعم بعضهم أنها في هذه الآية ونحوها للتحقيق انتهى‏.‏

    وممن قال بذلك الزمخشري وقال‏:‏ إنها دخلت لتوكيد العلم ويرجع ذلك إلى توكيد الوعيد‏.‏

    الرابع‏:‏ التكثير ذكره سيبويه وغيره وخرج عليه الزمخشري قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء قال‏:‏ أي ربما نرى ومعناه تكثير الرؤية‏.‏

    الخامس‏:‏ التوقع نحو‏:‏ قد يقدم الغائب لمن يتوقع قدومه وينتظره وقد قامت الصلاة لأن الجماعة ينتظرون ذلك وحمل عليه بعضهم قد سمع الله قول التي تجادلك لأنها كانت تتوقع إجابة الله لدعائها‏.‏

    الكاف حرف جر له معان‏:‏ أشهرها التشبيه نحو وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام والتعليل نحو كما أرسلنا فيكم قال الأخفش‏:‏ أي لأجل إرسالنا فيكم رسولاً منكم فاذكروني واذكروه كما هداكم أي لأجل هدايته إياكم وي كأنه لا يفلح الكافرون أي أعجب لعدم فلاحهم اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة والتوكيد وهي الزائدة وحمل عليه الأكثرون ليس كمثله شيء أي ليس مثله شيء ولوكانت غير زائدة لزم إثبات المثل وهومحال والقصد بهذا الكلام نفيه‏.‏

    قال ابن جني‏:‏ وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانياً‏.‏

    وقال الراغب‏:‏ إنما جمع بين الكاف والمثل لتأكيد النفي تنبيها على أنه لا يصح استعمال المثل ولا الكاف فنفي بليس الأمرين جميعاً‏.‏

    وقال ابن فورك‏:‏ ليست زائدة والمعنى ليس مثل مثله شيء وإذا نفت التماثل عن المثل فلا مثل لله في الحقيقة‏.‏

    وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام‏:‏ مثل يطلق ويراد بها الذات كقولك‏:‏ مثلك لا يفعل هذا‏:‏ أي أنت لا تفعله كما قال‏:‏ ولم أقل مثلك أعني به سواك يا فرداً بلا مشبه وقد قال تعالى {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} أي بالذي آمنتم به إياه لأن إيمانهم لا مثل له فالتقدير في الآية‏:‏ ليس كذاته شيء‏.‏

    وقال الراغب‏:‏ المثل هنا بمعنى الصفة ومعناه ليس كصفته صفة تنبيهاً على أنه وإن كان وصف بكثير مما وصف به البشر فليس تلك الصفات له على حسب ما تستعمل في البشر ولله المثل الأعلى‏.‏

    تنبيه ترد الكاف اسماً بمعنى مثل فتكون في محل إعراب ويعود عليها الضمير‏.‏

    قال الزمخشري في قوله تعالى {كهيئة الطير فأنفخ فيه} إن الضمير في فيه للكاف في كهيئة‏:‏ أي فأنفخ في ذلك الشيء المماثل فيصير كسائر الطيور انتهى‏.‏

    مسئلة الكاف في ذلك‏:‏ أي في اسم الإشارة وفروعه ونحوه خطاب لا محل له من الإعراب وفي إياك قيل حرف وقيل اسم مضاف إليه وفي أرأيتك قيل حرف وقيل اسم في محل رفع وقيل كاد فعل ناقص أتى منه الماضي والمضارع فقط له اسم مرفوع وخبر مضارع مجرد من إن ومعناها‏:‏ قارب فنفيها نفي للمقاربة وإثباتها إثبات للمقاربة واشتهر على ألسنة كثير أن نفيها إثبات وإثباتها نفي فقولك كاد زيد يفعل معناه يفعل بدليل وإن كادوا ليفتنونك وما كاد يفعل معناه فعل بدليل وما كادوا يفعلون‏.‏

    أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ كل شيء في القرآن كاد وأكاد ويكاد فإنه لا يكون أبداً‏.‏

    وقيل إنها تفيد الدلالة على وقوع الفعل بعسر وقيل نفي الماضي إثبات بدليل {وما كادوا يفعلون} ونفي المضارع نفي بدليل لم يكد يراها مع أنه لم ير شيئاً والصحيح الأول أنها كغيرها‏:‏ نفيها نفي وإثباتها إثبات‏.‏

    فمعنى كاد يفعل‏:‏ قارب الفعل ولم يفعل وما كاد يفعل‏:‏ ما قارب الفعل فضلاً عن أن يفعل فنفي الفعل لازم من نفي المقاربة عقلاً وأما آية فذبحوها وما كادوا يفعلون فهوإخبار عن حالهم في أول الأمر فإنهم كانوا أولاً بعداء من ذبحها وإثبات الفعل إنما فهم من دليل آخر وهوقوله فذبحوها وأما قوله ‏{لقد كدت تركن} مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يركن لا قليلاً ولا كثيراً فإنه مفهوم من جهة أن لولا الامتناعية تقتضي ذلك‏.‏

    فائدة ترد كاد بمعنى أراد ومنه كذلك كدنا ليوسف‏.‏

    أكاد أخفيها وعكسه كقوله ‏{جداراً يريد أن ينقض} أي يكاد‏.‏

    كان فعل ناقص متصرف يرفع الاسم وينصب الخبر معناه في الأصل المضي والانقطاع نحو {كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً} وتأتي بمعنى الدوام والاستمرار نحو وكان الله غفوراً رحيماً وكنا بكل شيء عالمين أي لم نزل كذلك وعلى هذا المعنى تتخرج جميع الصفات الذاتية المقترنة بكان‏.‏

    قال أبو بكر الرازي‏:‏ كان في القرآن على خمسة أوجه‏:‏ بمعنى الأزل والأبد كقوله‏{وكان الله عليماً حكيماً} وبمعنى المضي المنقطع وهوالأصل في معناها نحو وكان في المدينة تسعة رهط وبمعنى الحال نحو كنتم خير أمة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً وبمعنى الاستقبال نحو يخافون يوماً كان شره مستطيراً وبمعنى صار نحو وكان من الكافرين انتهى‏.‏

    قلت‏:‏ أخرج ابن أبي حاتم عن السدي‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ لوشاء الله لقال أنتم فكنا كلنا ولكن قال‏:‏ كنتم في خاصة أصحاب محمد‏.‏

    وترد كان بمعنى ينبغي نحو ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ما يكون لنا أن نتكلم بهذا وبمعنى حضر أووجد نحو وإن كان ذوعسرة إلا أن تكون تجارة وإن تك حسنة وترد لتأكيد وهي الزائدة وجعل منه وما علمي بما كانوا يعملون أي بما يعملون‏.‏

    كأن بالتشديد حرف للتشبيه المؤكد لأن الأكثر أنه مركب من كاف التشبيه وأن المؤكدة والأصل في كأن زيداً أسد أن زيداً كأسد قدم حرف التشبيه اهتماماً به ففتحت همزة أن لدخول الجار‏.‏

    قال حازم‏:‏ وإنما تستعمل حيث يقوى الشبه حتى يكاد الرائي يشك في أن المشبه هو المشبه به أوغيره ولذلك قالت بلقيس‏:‏ كأنه هو قيل وترد للظن والشك فيما إذا كان خبرها غير جامد وقد تخفف نحو كأن لم يدعنا إلى ضر مسه‏.‏

    كأين اسم مركب من كاف التشبيه ون أي المنونة للتكثير في العدد نحو وكأين من نبي قتل معه ربيون‏.‏

    وفيها لغات‏.‏

    منها‏:‏ كائن بوزن تابع وقرأ بها ابن كثير حيث وقعت وكأي بوزن كعب وقرئ بها وكأي من نبي قتل وهي مبنية لازمة الصدر ملازمة الإبهام مفتقرة للتمييز وتمييزها مجرور بمن غالباً‏.‏

    وقال ابن عصفور‏:‏ لازماً‏.‏

    كذا لم ترد في القرآن إلا للإشارة نحو هكذا عرشك‏.‏

    كل اسم موضوع لاستغراق أفراد المذكر المضاف هوإليه نحو كل نفس ذائقة الموت والمعرف المجموع نحو وكلهم آتية يوم القيامة فرداً كل الطعام كان حلاً وأجزاء المفرد المعرف نحو يطبع الله على كل قلب متكبر بإضافة قلب إلى متكبر‏:‏ أي على كل أجزائه وقراءة التنوين لعموم أفراد القلوب‏.‏

    وترد باعتبار ما قبلها وما بعدها على ثلاثة أوجه‏.‏

    أحدها‏:‏ أن تكون نعتاً لنكرة أومعرفة فتدل على كماله وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظاً ومعنى نحو ولا تبسطها كل البسط أي بسطاً كل البسط أي تاماً فلا تميلوا كل الميل‏.‏

    ثانيها‏:‏ أن تكون توكيد بالمعرفة ففائدتها العموم وتجب إضافتها إلى ضمير راجع للمؤكد نحو فسجد الملائكة كلهم أجمعون وأجاز الفراء والزمخشري قطعها حينئذ عن الإضافة لفظاً وخرج عليه قراءة بعضهم إنا كلا فيها‏.‏

    ثالثها‏:‏ أن لا تكون تابعة بل تالية لعوامل فتقع مضافة إلى الظاهر وغير مضافة نحو كل نفس بما كسبت رهينة وكلا ضربنا له الأمثال وحيث أضيفت إلى منكر وجب في ضميرها مراعاة معناها‏.‏

    نحو وكل شيء فعلوه وكل إنسان ألزمناه كل نفس ذائقة الموت كل نفس بما كسبت رهينة وعلى كل ضامر يأتين أوإلى معرف جاز مراعاة لفظها في الإفراد والتذكير ومراعاة معناها وقد اجتمعا في قوله ‏‏{إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً} أوقطعت فكذلك نحو كل يعمل على شاكلته فكلا أخذنا بذنبه وكل أتوه داخرين وكل كانوا ظالمين وحيث وقعت في حيز النفي بأن تقدمت عليها أداته أوالفعل المنفي فالنفي يوجه إلى الشمول خاصة ويفيد بمفهومه إثبات الفعل لبعض الأفراد وإن وقع النفي في حيزها فهوموجه إلى كل فرد هكذا ذكره البيانيون وقد أشكل على هذه القاعدة قوله ‏{والله لا يحب كل مختال فخور} إذ يقتضي إثبات الحب لمن فيه أحد الوصفين‏.‏
    وأجيب أن دلالة المفهوم إنما يعول عليها عند عدم المعارض وهوهنا موجود إذ مسألة تتصل ما بكل نحوكلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً وهي مصدرية لكنها نابت بصلتها عن ظرف زمان كما ينوب عنه المصدر الصريح والمعنى كل وقت ولهذا تسمى ما هذه المصدرية الظرفية‏:‏ أي النائبة عن الظرف لا أنها ظرف في نفسها فكل من كلما منصوب على الظرف لإضافته إلى شيء هوقائم مقامه وناصبه الفعل الذي هوجواب في المعنى وقد ذكر الفقهاء والأصوليون إن كلما للتكرار‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 5:32 am